للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإمام أحمد وهو كبير جدا يزيد عن ثلاث أرباع الكتاب (٢) وقسم سمعه عبد الله


بأسنى المقاصد فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه وبوب عليه أو يتكلم على رجاله ويرتب هيئته ووضعه فإنه محتو على أكثر الحديث النبوي وقل أن يثبت حديث إلا وهو فيه: (قال وأما الحسان) فما استوعبت فيه بل عامتها ان شاء الله تعالى فيه، (وأما الغرائب) وما فيه لين فروى من ذلك الأشهر وترك الأكثر مما هو مأثور في السنن الأربعة ومعجم الطبراني الأكبر والأوسط ومسندي أبي يعلى والبزار وأمثال ذلك. (قال) ومن سعد مسند الامام أحمد قل أن تجد فيه خبرا ساقطا. اهـ كلام الذهبي رحمه الله تعالى.
ذكر من رتب المسند من المتقدمين: قال الحافظ بن الجزري رحمه الله تعالى اما ترتيب المسند فقد اقام الله لترتيبه شيخنا خاتمة الحفاظ الامام الصالح الورع أبابكر محمد بن عبد الله بن محب الصامت رحمه الله تعالى فرتبه على معجم الصحابة ورتب الرواة كذلك كترتيب كتاب الأطراف تعب فيه تعبا كثيرا، ثم ان شيخنا الإمام مؤرخ الإسلام وحافظ الشام عماد الدين أبا الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله تعالى أخذ هذا الكتاب المرتب من مؤلفه وأضاف اليه الكتب الستة ومعجم الطبراني الكبير ومسند البزار ومسند أبي يعلى الموصلي وجهد نفسه كثيرا وتعب فيه تعبا عظيما فجاء لا نظير له في العالم وأكمله الا بعض مسند أبي هريرة فإنه مات قبل أن يكمله فإنه عوجل بكف بصره، وقال لي رحمه الله تعالى لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه، ولعل الله أن يقيض له من يكمله فان معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه اهـ
(قلت): يوجد في دار الكتب المصرية ثمان أجزاء من كتاب جامع المسانيد والسنن للحافظ ابن كثير بعضها مخروم ولا ندري كمية الأجزاء المفقودة ولا تصرح دار الكتب باعارة بعض الموجود لأحد وحيث كان كذلك فهو في حكم المعدوم وأظنه هو الذي أشار اليه الحافظ ابن الجزري رحمه الله تعالى (وإني أحمد الله تعالى) الذي وفقني للقيام بخدمة المسند وترتيبه وتبوبيه والتعليق عليه كما جاء رجاء الحافظ الذهبي سائلا المولى جل شأنه أن يجعله مقبولا لديه، خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به النفع العميم.
تاريخ وفات عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله تعالى:
قال الحافظ بن الجزري رحمه الله تعالى ولما مرض عبد الله رحمه الله مرض الوفاة فقيل له اين تحب ان تدفن، فقال صح عندي ان بالقطيعة نبيا مدفونا فلأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي وتوفي رحمه الله تعالى يوم الأحد لستع بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين عن سبع وسبعين سنة كعمر أبيه رحمهما الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>