للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يقول ألا إنَّ فلان بن فلان فى ذمَّتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار، أنت أهل الوفاء والحقِّ اللِّهمَّ فاغفر له وأرحمه فإنَّك أنت الغفور الرَّحيم

(١٩٢) عن عوف بن مالك (الأشجعىِّ الأنصارىِّ) رضى الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى على ميِّت ففهمت من صلاته عليه، اللَّهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسِّع مدخله، واغسله بالماء والثَّلج والبرد ونقِّه من الخطايا كما نقَّيت الثَّوب الأبيض من الدنس


(غريبه) (١) لفظ أبي داود وابن ماجه (اللهم ان فلان بن فلان الخ" وقوله في ذمتك" أي في أمانك وعهدك وحفظك "وحبل جوارك" ومعناه كما قيل - كان من عادة العرب أن يخيف بعضهم بعضا، وكان الرجل اذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد كل قبيلة فيأمن به ما دام في حدودها حتى ينتهى إلى الأخرى فيأخذ مثل ذلك، فهذا حبل الجوار عند العرب أي العهد والأمان ما دام مجاوراً أرضه، وحبل جوار الله هو القرآن، يعنى أن من تمسك به كان له عهد وميثاق عند الله عز وجل بحفظه من الأذى، وقد ورد "كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض" رواه الأمام أحمد، وتقدم في الجزء الأول صحيفة ١٨٦ رقم ٢ في باب الاعتصام بكتاب الله عز وجل، ورواه الحاكم بلفظ "القرآن حبل الله المتين" وصححه "وقوله فقه فتنة القبر" صيغة أمر من الوقاية والمقصود الدعاء أي احفظه من محنة السؤال فيه وعذابه كالضغطة والظلمة ونحو ذلك، وقد مر شئ منه في "باب ما يراه المحتضر، ومصير الروح بعهد مفارقة الجسد" وسيأتى بأوسع منه في أبواب عذاب القبر (٢) أي أهل الوفاة بالوعد، واحقاق الحق واثباته ونصرته (تخريجه) (د. جه) وسنده جيد، وسكت عنه أبو داود والمنذرى.
(١٩٢) عن عوف بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن معاوية عن حبيب بن عبيد قال حدثنى جبير بن نفير عن عوف "الحديث" (غريبه) (٣) الثلج معروف، والبرد بفتح الباء الموحدة والراء شئ ينزل من السحاب يشبه الحصى ويسمى حب الغمام، أي طهره بأنواع الرحمة التي بمنزلة الثلج والبرد في إزالة الوسخ؛ وإنما خصهما بالذكر تأكيداً للطهارة ومبالغة فيها، لأنهما ما آنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>