المرأة عند رجلي صاحبتها، ورأس الرجل عند رجلى سرير صاحبه (وعن عبد الله بن مغفل) رضي الله عنه أنه صلى على الرجال على حدة وعلى المرأة على حدة، ثم اقبل على القوم فقال هذا الذي لاشك فيه (وعن ابن سيرين) أنه قال في جنائز الرجال والنساء قال نبئت أن ابا الأسود لما اختلفوا عليه صلى على هؤلاء ضربة وعلى هؤلاء ضربة رواهما ابن أبى شيبة في مصنفه (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية وقوف المصلى على الجنازة إماما أو منفردا حذاء رأس الرجل ووسط المرأة، وحمله العلماء على أنه سنة، فان وقف في غير هذا الموضع خالف السنة وصحت صلاته، وبد قال الأئمة (الشافعي وأحمد واسحاق وأبو يوسف ومحمد) وقال الخرقى من الحنابلة: يقوم عند صدر الرجل وهو قريب من القول الأول لقرب أحدهما من الآخر، فالواقف عند أحدهما واقف عند الآخر (وقال الأمام أبو حنيفة) يقوم عند صدر الرجل والمرأة لأنهما سواء، فاذا وقف عند صدر الرجل فكذلك المرأة (وفي رواية لأبى حنيفة وأبى يوسف) يقف من الرجل عند رأسه ومن المرأة عند وسطها، واختاره الطحاوى قائلا وهذا أحب الينا فقد قوَّت الآثار التي قد رويناها عن النبي صلى الله عليه وسلم "يعنى أحاديث الباب" (وقال الأمام مالك) يقف عند وسط الرجل، لأن ذلك يروى عن ابن مسعود، ويقف عند منكب المرأة، لأن الوقوف عند أعاليها أمثل وأسلم (قلت) وما ذهب إليه الأولون هو الأقوى دليلا والله تعالى أعلم (وفي أحاديث الباب أيضا) إذا لم يصل على الجنازة إلا إمام ورجل وامرأة استحب لهم أن يكون الرجل وراء الأمام والمرأة وراء الرجل ليكونوا ثلاثة صفوف كما هي السنة في صلاة الجنازة (وفي الأحاديث التي زدناها في الشرح) دليل على أن السنة إذا اجتمعت جنائز أن يصلى عليها صلاة واحدة (وفيها أيضاً) أن الصبى اذا صلى عليه مع امرأة كان الصبى مما يلى الأمام والمرأة مما يلى القبلة، وكذلك إذا اجتمع رجل وامرأة، فان كانوا رجالا ونساء جعلهم صفين، صف الرجال مما يلى الأمام، وصف النساء مما يلى القبلة، رأس كل واحد عند رجلى الآخر، وسواء في ذلك الرجال والنساء، وبذلك قال جمهور العلماء (وفيها أيضاً) دليل على أن الأولى بالتقدم للصلاة على الجنازة ذو الولاية أو نائبه، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم لا يُؤم الرجل في سلطانه، وقد تقدم في أبواب صلاة الجماعة (قال الشوكانى) ووقع الخلاف اذا اجتمع الامام والولى أيهما أولى؟ فعند أكثر العترة وابى حنيفة واصحابه أن الامام وَوالِيه أولى، وعند (الشافعى والمؤيد بالله والناصر) في رواية عنه أن الولى اهـ. والله سبحانه وتعالى أعلم.