(قلت) وله شاهد من حديث عبد الله بن ابى طلحة أن ابا طلحة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير بن أبى طلحة حين توفى فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه في منزله، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو طلحة ورواءه وأم سليم وراء أبى طلحة ولم يكن معهم غيرهم، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى في الكبير ورجاله رجال الصحيح (وفي الباب) عن عمار مولى الحارث بن نوفل قال حضرت جنازة صبى وامرأة فقدم الصبى مما يلى القوم ووضعت المرأة وراءه فصلى عليها، وفي القوم أبو سعيد الخدرى وابن عباس وابو قتادة وأبو هريرة فسالتهم عن ذلك فقالوا السنة، رواه النسائى وأبو داود - وسكت عنه أبو داود والمنذرى ورجال غسناده ثقات، وصححه النووى، وأخرجه أيضاً البيهقى "وقال وفي القوم الحسن والحسين وابن عمر وأبو هريرة ونحو عن ثمانين نفسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" وفي رواية للبيهقى أن الأمام في هذه القصة ابن عمر (وعن نافع عن ابن عمر) رضي الله عنهما أنه صلى على تسع جنائز جميعاً فجعل الرجال يلون الأمام وجعل النساء يلين القبلة، فصفهن صفا واحدا ووضعت جنازة أم كلثوم بنت على امرأة عمر بن الخطاب وابن لها يقال له زيد وصفا جميعا والأمام يومئذ سعيد بن العاص، وفي الناس ابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد وابو قتادة، فوضع الغلام مما يلى الأمام، فقال رجل فأنكرت ذلك فنظرت إلى ابن عباس وابى هريرة وأبى سعيد وابى قتادة، فقلت ما هذا؟ قالوا هي السنة - رواه النسائى وهذا لفظه والبيهقى والدارقطنى وابن الجارود في المنتقى (قال الحافظ) واسناده صحيح (قلت) يستفاد من أول الحديث أن الذي صلى إمام هو ابن عمر؛ لكن يعارضه قوله بعد ذلك، والأمام يومئذ سعيد بن العاصِ، وقد جمع بينهما الحافظ فقال يحتمل قوله والأمام يومئذ سعيد بن العاص (يعنى الأمير) لا أنه كان إماما في الصلاة؛ أو يحمل على أن نسبة ذلك إلى ابن عمر لكونه اشار بترتيب وضع تلك الجنائز اهـ (قلت) والثانى أظهر لأمرين (أحدهما) أن الأمامة كانت من شان الأمراء (الثانى) أنه جاء في بعض الروايات فصلى عليهما أمير المدينة وستأتى (وعن عمار مولى الحارث بن نوفل) أن أم كلثوم بنت على وابنها زيد بن عمر أخرجت جنازتاهما فصلى عليهما أمير المدينة فجعل المرأة بين يدى الرجل واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير وثمَّت الحسن والحسين؛ رواه ابن أبى شيبة في مصنفه وسعيد بن منصور في سننه (وعن الشعبى) أن أم كلثوم بنت على وابنها زيد بن عمر توفيا جميعا فأخرجت جنازتاهما فصلى عليهما أمير المدينة فسوّى بين رءوسهما وأرجلهما حين صلى عليهما، رواه أيضا سعيد ابن منصور في سننه (وعن عمرو بن مهاجر) قال صليت مع واثلة بن السقع على ستين جنازة من الطاعون رجال ونساء، فجعلهم صفين. صف النساء بين أيدى الرجال، رأس سرير