للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنِ سَمُرَةَ قَالَ فَجَعَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِهِ يَسْتَقْبِلُونَ الْجَنَازَةَ فَيَمْشُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ (١) وَيَقُولُونَ رُوَيْداً بَارَكَ الله فِيكُمْ؛ قَال فَلَحِقَنَا أَبُو بَكْرَةَ (٢) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ طَريقِ المِرْبَدِ (٣) فَلَمَّا رَأَى أولئكَ وَمَا يَصْنَعُونَ حَمَلَ عَلَيْهِمْ بِبَغْلَتِهِ (٤) وَأَهْوَى لَهُمْ بِالسَّوْطِ وَقَالَ خَلُّوا (٥) فَوَالَّذي كرَّم وَجْهَ أَبِي القَاسِمِ صلى الله عليه وسلّم لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آلهِ وَصَحْبِه وسلّم وَإِنَّا لَنَكَادُ أَنْ نَرْمُلَ بِهَا (٦)

(٢٠٤) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلّم إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً قَالَ انْبَسِطُوا بِهَا (٧) وَلاَ تَدِبُّوا دَبيبَ اليَهُودِ بِجَنَائِزِهَا


الغطفاني أبو مالك البصري عن أبيه ونافع وعنه شعبة ووكيع وثَّقَه النسائي وذكره ابن حيان في الثقات (١) الظاهر من سياق الحديث أن الذين كانوا يحملون الجنازة أسرعوا في السير بها، وكان رجال من أهل الجنازة أمامها، فلما أحسوا بسرعة السير مشوا على أعقابهم أي ارتدوا إلى الوراء مستقبلين الجنازة ليبطئوا من يحملها عن سرعة السير ويقولون رويداً أي امهلوا ولا تسرعوا (٢) اسمه نفيع بن الحارث الثقفي الصحابي رضي الله عنه (٣) بوزن المنبر هو موضع بالبصرة (٤) يعني فلما رأى تباطؤهَم في السير وهذا خلاف السنة حمل عليهم ببغلته أي أسرع إليهم ((وأهوى لهم بالسوط)) أي رفعه كمن يريد أن يضرب به وهذا تهديد لهم على التباطؤ في السير وترك السنة (٥) أي اتركوا هذا التباطؤ وأسرعوا في السير (٦) بضم الميم من باب طلب، يقال رمل يرمل رملاً ورملانا إذا أسرع في المشي وهز منكبيه (تخريجه) (د. هق. نس) وسنده جيد - زاد النسائي ((فانبسط القوم)) أي أسرعوا امتثالاً لأبي بكرة رضي الله عنه ولائهم كانوا يودون السرعة وأسرعوا فعلاً لولا ما حصل من ذوي الميت.
(٢٠٤) عن أبي هريرة (سنده) حدّنا عبد الله حدّثني أبي حدّثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الحكم قائد سعيد بن أبي عروبة حدثنا عبد الرحمن الأصم قال سمعت أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم - الحديث)) (غريبة) (٧) أي أسرعوا ((ولا تدبوا)) أي ولا تباطؤوا في السير، يقال دب الصغير يدب من باب ضرب دبيباً ودب الجيش دبيباً أيضاً ساروا سيراً ليناً، ولما كانت اليهود تفعل ذلك بجنائزها أمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بمخالفتهم لأنه كان يكره التشبه بهم (تخريجه) لم أقف عليه مرفوعاً لغير الأمام أحمد، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>