للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت نعم، فلهزني في ظهري لهزة فأرجعتني، وقال أظننت أن يحيف عليك الله ورسوله؟ قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله، قال نعم، فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أنك قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال إن ربك جل وعز يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت فكيف أقول يا رسول الله؟ فقال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله للاحقون.

(٣٣٩) عن عائشة رضي الله عنها قالت قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فظننت


(١) أي أفديك بأبي وأمي "وقوله السواد" أي الشخص (٢) بزاي معجمة في آخره واللهز الضرب بجمع الكف، وفي رواية مسلم فلهدني بالدال المهملة من اللهد وهو الدفع الشديد في الصدر، وكانت الضربة شديدة ولذلك أوجعتها، وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم، وإنما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم تأديبا لها من سوء الظن (٣) من الحيف بمعنى الجور أي بأن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك، وأسند الفعل أولا لله عز وجل للدلالة على أن الرسول لا يمكن أن يفعل بدون إذن من الله تعالى، فلو كان منه جور لكان بإذن الله تعالى له فيه وهذا غير ممكن، ويستفاد منه أن القسم كان واجبا عليه صلى الله عليه وسلم إذ لا يكون تركه جورا إلا إذا كان واجبا (٤) أي القبور تشبيها للقبر بالدار في كونها مسكنا (٥) أي المتقدمين ولا طلب في السين، وكذا المستأخرين "وقوله إن شاء الله" تبرك أو للموت على الإيمان، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة واختم لنا بالإيمان (تخريجه) (م. نس) وفي رواية أخرى لمسلم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وإن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.

(٣٣٩) عن عائشة (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر

<<  <  ج: ص:  >  >>