للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدكم مهره أو فلوه أو فصيلة حتى إن القمة لتصير مثثل جبل أحد، قال وكيع في حديثه وتصديق ذلك في كتاب الله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات، ويمحق الله الربا ويربي الصدقات.

(٢) وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مؤمن تصدق بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا طيبا ولا يصعد إلى السماء إلا طيب إلا وهو


الله عز وجل من غير تشبيه ولا تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال صاحب اللمعات في تفسير قوله ويأخذها بيمينه، والمراد حسن القبول ووقعها منه عز وجل موقع الرضا، وذكر اليمين للتعظيم والتشريف وكلتا يدي الرحمن أهـ (١) المهر بضم الميم وسكون الهاء، قال في القاموس المهر بالضم ولد الفرس أو أول ما ينتج منه ومن غيره، جمعه أمهار ومهار ومهارة والأنثى مهرة أهـ (والفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو) وهو المهر لأنه يفلي أي يفطم، وقيل هو كل فطيم من ذات حافر، والجمع أفلاء كعد وأعداء، وقال أبو زيد إذا فتحت الفاء شددت الواو، وإذا كسرتها سكنت اللام كجرو، وضرب به المثل لأنه يزيد زيادة بينة، ولأنه الصدقة نتاج العمل، وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيما، فإذا أحسن العناية به انتهى إلى حد الكمال، وكذلك عمل ابن آدم لا سيما الصدقة، فإن العبد إذا تصدق من كسب طيب لا يزال نظر الله إليهما يكسبها نعت الكمال حتى ينتهي بالتضعيف إلى نصاب نقع المناسبة بينه وبين ما قدم، نسبة ما بين اللقمة إلى الجبل (والفصيل) هو ما فصل عن لبن أمه، وأكثر ما يطلق فب الإبل وقد يقال في البقر، ووقع عند الترمذي فلوه أو مهره ولعبد الرزاق مهره أو فصيله، وللبزار مهره أو رضيعه أو فصيله، وهذا يشعر بأن أو للشك من الراوي (٢) ليست الآية كذلك، ووقع مثل ذلك عند الترمذي وهو تخليط من بعض الرواة كما قال العراقي، والصواب "ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات" أي يقبلها ويثيب عليها "وقوله يمحق الله الربا" أي ينقصه ويذهب ببركته "ويربي الصدقات" أي يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها (تخريجه) (مذ) وصححه، وقد صرح بصحته أيضا المنذري، وروى مسلم نحوه عن عائشة.

(٢) وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا قتيبة ثنا بكر بن مضر عن ابن عجلان أن سعد بن يسار أبا الحباب أخبره عن أبي هريرة - الحديث" (غريبه) (٣) أي من حلال وقوله "ولا يقبل الله إلا طيبا ولا يصعد إلى السماء

<<  <  ج: ص:  >  >>