للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا رآه فر منه فيناديه ربه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه أغنى منك، فإذا رأى أنه لابد له منه سلك يده في فيه فقضمها قضم الفحل، قال أبو الزبير وسمعت عبيد بن عمير قال يا رسول الله قال عبد الرزاق في حديثه قال رجل يا رسول الله ما حق الإبل، قال حلبها على الماء وإعارة دلوها وإعارة فحلها ومنيحتها. وحمل عليها في سبيل الله، قال عبد الرزاق فيها كلها وقعد لها وقال عبد الرزاق فيه، قال أبو الزبير سمعت عبيد بن عمير يقول هذا القول ثم سألنا جابر الأنصاري عن ذلك فقال مثل قول عبيد بن عمير


وربما بلغ رأس الفارس ويكون في الصحاري، وفي رواية مسلم "إلا تحول يوم القيامة شجاعا أقرع" أي صار على صورة الشجاع لعذابه (وقوله فاغرا) أي فاتحا فاه (١) معنى سلك أدخل، وقضمها بقاف وضاد معجمة أي أكلها، ويقال قضمت الدابة شعيرها بكسر الضاد وتقضمه بفتحها إذا أكلته (٢) هو ابن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال مسلم، وعده غيره من كبار التابعين، وكان قاص أهل مكة مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمره، والظاهر أن أبا الزبير سمع هذا الحديث من جابر بن عبدالله إلى قوله "قضم الفحل" ثم سمع بقيته من عبيد بن عمير من قول عبد الرزاق "قال رجل يا رسول الله" إلى قوله "وحمل عليها في سبيل الله" (٣) يعني يوم ورودها الماء ففيه رفق بالماشية وبالمساكين لأنه أهون على الماشية وأرفق بها وأوسع عليها من حلبها في المنازل، وهو أسهل على المساكين وأمكنهم في وصولهم إلى موضع الحلب ليواسوا (٤) أي لمن يطلبها من الناس ليستقي بها وبقية هذه الخصال تقدم الكلام عليها في شرح الحديث السابق (٥) يريد أن قوله "وقعد لها" راجع لكل خصلة من الخصال المتقدمة، ومعناه أن صاحب الإبل اقتعدها لذلك، ومنه سمي ذكر الإبل قعودا والأنثى قعودة، لأن صاحبه يقتعده للركوب والحمل، والقعود من الإبل ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان ثم هو قعود إلى أن ينثني فيدخل في السنة السادسة، ثم هو حمل (٦) يعني الخصال الواردة في حق الإبل، ثم سأل أبو الزبير جابرا عنها فأقرها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. فالحديث مرفوع من طريق جابر، وقد جاء هذا الحديث عند مسلم بتمامه مرفوعا عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه (تخريجه) (م)

<<  <  ج: ص:  >  >>