للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبكي في الظهور وبكى في الجنوب ثم تنحى إلى سارية فصلى خلفها ركعتين، فقلت من هذا، فقيل هذا أبو ذر (رضي الله عنه) فقلت ما شيء سمعتك تنادى به؟ قال ما قلت لهم إلا شيئا سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم فقلت يرحمك الله، إني كنت آخذ العطاء من عمر فما ترى؟ قال خذه فإن فيه اليوم معونة ويوشك أن يكون دينا، فإذا كان دينا فارفضه (وفي لفظ) فإذا كان ثمنا لدينك فدعه.

(٢١) عن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة، فقال هم الأخسرون، ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة فأخذني غم وجعلت أتنفس، قال قلت هذا شر حدث في، قال قلت من فداك أبي وأمي؟ قال الأكثرون إلا من قال في عباد الله


وثانيه، والسمل الخلق من الثياب؛ أي الثياب البالية (١) قال التووي ظاهره أنه أراد الاحتجاج لمذهبه في أن الكنز كل ما فضل عن حاجة الإنسان، هذا هو المعروف من مذهب أبي ذر، وروى عنه غيره، والصحيح الذي عليه الجمهور أن الكنز هو المال الذي لم تؤد زكاته، فأما إذا أديت زكاته فليس بكنز سواء كثر أم قل أهـ (٢) الظاهر أن أبا ذر رضي الله عنه علم احتياج الرجل الصدقة ثمنا لدينه، وهذا عند فساد الأمراء والسلاطين الذين يأخذون لأنفسهم من بيت المال وما بقي لا ينفقونه في وجوهه بل يختصون به أناسا يعانونهم على الظلم والاستبداد وهؤلاء يقبلونه ثمنا لدينهم، ولهذا حذر أبو ذر رضي الله عنه الرجل بقوله "فإذا كان ثمنا لدينك فدعه" يعني وإن كنت محتاجا، نسأل الله السلامة (تخريجه) (م. وغيره)

(٢١) عن أبي ذر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد وابن نمير المعني قال ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر- الحديث" (غريبه) (٣) أي من شدة ما لحقه من الغم والكرب (٤) في رواية مسلم "قال هم الأكثرون أموالا" وهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>