للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[إستحباب إنفاق جميع المال فى سبيل الخير الا ما يسد حاجة صاحبه]-

لتخرجنَّ ممَّا قلت فقلت أجل والله لأخرجنَّ منه، أتذكر حين بعثك نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم ساعيًا فأتيت العبَّاس بن عبد المطَّلب فمنعك صدقته فكان بينكما شئٌ فقلت لى انطلق معى إلى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فوجدناه خائرًا فرجعنا، ثمَّ غدونا عليه فوجدناه طيِّب النَّفس فأخبرته بالَّذى صنع، فقال لك أما علمت أنَّ عم الرَّجل صنو أبيه، وذكرنا له الَّذى رأيناه من خثوره فى اليوم الأوَّل والَّذى رأيناه من طيب نفسه فى اليوم الثَّانى، فقال إنَّكما أتيتمانى اليوم الأوَّل وقد بقى عندى من الصَّدقة ديناران، فكان الَّذى رأيتما من خثوري له وأتيتمانى اليوم وقد وجَّهتهما غدًا فذاك الَّذى رأيتما من طيب نفسي، فقال عمر رضى الله عنه صدقت، والله لأشكرنَّ لك الأولى والآخرة

(٧٣) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والَّذى نفس محمَّدٍ بيده لو أنَّ أحدًا عندى ذهبًا لأحببت أن لا يأتى علىَّ ثلاث ليالٍ وعندى منه دينارٌ أجد من يقبله منِّى ليس شيئًا أرصده فى دينٍ علي


(١) يريد تأييد قوله بالدليل، وقوله ((أجل)) أى نعم (٢) يعنى من المناقشة وعدم الاتفاق (٣) أى ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط (٤) أى لأجل هذا الأمر، وهو بقاء الدينارين عندى هذا اليوم بدون تصريف (٥) أى فى صباح اليوم الى مستحقيهما (٦) يريد بالأولى كون علىّ لم يجار القوم فيما أشاروا به على عمر، ومنعه من قبول قولهم (وبالثانية) كون على أتى بدليل قوله وذكّر عمر بما فعله النبى صلى الله عليه وسلم فى الدينارين والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وسنده جيد
(٧٣) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق ابن همام ثنا معمر عن همام بن منبه، قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- الحديث)) (غريبه) معنى هذا الحديث أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقسم بالله عز وجل لو أنه يملك مثل جبل أحد ذهبًا لأنفقه قبل ثلاث ليال إن وجد من يقبله من المستحقين ولم يبق لنفسه منه إلا ما يعده لسداد دينه إن كان، وفى هذا حث على المبادرة بانفاق المال فى سبل الخير وأعمال البر فضلًا عن تأدية الواجب منه والله أعلم (تخريجه) لم أقف

<<  <  ج: ص:  >  >>