للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[إستشارة عمر رضي الله عنه الناس فيما فضل عنده من مال الصدقة]-

ومثلها ثمَّ قال أما علمت أنَّ عمَّ الرَّجل صنو أبيه

(٧٢) عن علىّ رضى الله عنه قال قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه للنَّاس ما ترون فى فضلٍ فضل عندنا من هذا المال فقال النَّاس يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك، فقال لى ما تقول أنت فقلت قد أشاروا عليك، فقال لى قل، فقلت لم تجعل يقينك ظنًّا فقال


(١) معناه أني تسلفت منه زكاة عامين. وقال الذين لا يجوّزون تعجيل الزكاة معناه أنا أؤديها عنه (قال أبو عبيد وغيره) معناه أن النبى صلى الله عليه وسلم أخرها عن العباس الى وقت يساره من أجل حاجته اليها (قال النووى) والصواب أن معناه تعجلتها منه. وقد جاء فى حديث آخر فى غير مسلم إنا تعجلنا منه صدقة عامين اهـ (قلت) لعله يشير إلى ما أخرجه أبو داود الطيالسى من حديث أبى رافع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر إنا كنا تعجلنا صدقة مال العباس عام الأول (وأخرج الطبرانى والبزار) من حديث ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم تسلف من العباس صدقة عامين، وفى إسناده محمد بن ذكوان وهو ضعيف (ورواه البزار) من حديث موسى ابن طلحة عن أبيه نحوه، وفى إسناده الحسن بن عمارة وهو متروك (ورواه الدارقطنى) من حديث ابن عباس وفى اسناده مندل بن على والعزرمى وهما ضعيفان (قال الشوكانى) والصواب أنه مرسل، قال ومما يرجح أن المراد ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يتحمل ما عليه لأجل امتناعه لكفاه أن يتحمل مثلها من غير زيادة، وأيضًا الحمل على الامتناع فيه سوء ظن بالعباس اهـ (٢) أى مثله أو شقيقه يريد أن أصله صلى الله عليه وسلم وأصل العباس واحد، وأصله أن يقال للنخلتين نبتتا من أصل واحد صنوان ولأحداهما صنو، والمعنى أما علمت أنه عمى وأبى فكيف تتهمه بما ينافى حاله؟ (تخريجه) (ق. د. نس. قط)
(٧٢) عن على (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وهب بن جرير ثنا أبى سمعت الأعمش أى يحدث عن عمرو بن مرة عن أبي البخترى عن على- الحديث)) (غريبه) (٣) أى مال الصدقة (٤) ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك (٥) يعنى عليًا رضى الله عنه (٦) يشير إلى أن عمر تيقن أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ينشرح صدره إلا بعد تقسيم الدينارين اللذين بقيا عنده من الصدقة وكان ضيّق الصدر بسبب بقائهما كما سيأتى فى آخر الحديث، فكان الأجدر بعمر أن يقتدى بفعل النبى صلى الله عليه وسلم ولم يستشر أحدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>