للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الخصال التي تنفع صاحبها بعد الموت]-

(٩) باب ما جاء فى الصدقة الجارية

(٢٤٨) عن أبى هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قال إذا مات الإنسان (١) انقطع عنه عمله إلَّا من ثلاثةٍ (٣) إلَّا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعوا له

(٢٤٩) عن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربعٌ تجرى عليهم أجورهم بعد الموت، رجلٌ مات مرابطًا (٢) فى سبيل الله، ورجلٌ علَّم علمًا فأجره يجرى عليه ما عمل به، ورجلٌ أجري صدقةً فأجرها


فإذا أخلصت فهى أفضل، وقد كشف الله القناع بالبيان عن ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال قال الله (عز وجل) من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى، ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير من ملئه اهـ (قلت) وما ذهب اليه الجمهور هو الأسلم والله أعلم
(٢٤٨) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سليمان ابن داود حدثنا اسماعيل أنبأنا العلاء عن أبيه عن أبى هريرة - الحديث" (غريبه) (١) فى بعض الروايات إذا مات ابن آدم "وقوله انقطع عمله" أى فائدة عمله وتجديد ثوابه (٢) أى الا ثلاثة خصال (أحدها) صدقة جارية وفى رواية دارَّة أى متصلة كوقف أو بناء مسجد أو مشفى ونحو لك "أو علم ينتفع به" كتعليم وتصنيف (قال التاج السبكى) رحمه الله والتصنيف أقوى لطول بقائه على ممر الزمان وارتضاه الحافظ السيوطى "أو ولد صالح يدعو له" لأنه السبب فى وجوده، وفائدة تقييده بالولد مع أن دعاء غيره ينفعه تحريض الولد على الدعاء لأصله، وليست الصدقة الجارية محصورة فى هذه الثلاثة، بل ورد زيادة عن الثلاثة فى أحاديث أخر سيأتى بعضها فى هذا الباب وجاءت كلها فى المسند فى أبواب متفرقة (تخريجه) (م. والثلاثة)
(٢٤٩) عن أبى أمامة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن اسحاق ثنا ابن المبارك أنا ابن لهيعة عن خالد بن أبى عمران عمن حدثه عن أبى أمامة - الحديث" (غريبه) (٣) الرباط بكسر الراء وبالموحدة الخفيفة هو ملازمة المحل الذى بين المسلمين والكفار لحراسة المسلمين، فمن مات وهذا حاله، فظاهر الحديث أن

<<  <  ج: ص:  >  >>