للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[معنى الصيام لغة واصلاحا]-

عمل ابن آدم له (١) إلَّا الصِّيام فإنَّه لى وأنا أجزى به (٢) والصِّيام جنةٌ، وإذا


بكر قالا أنا ابن جريج أخبرنى عطاء عن أبى صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم - الحديث" (غريبه) (١) أى له فيه حظ ومدخل لاطلاع الناس عليه فهو يتعجل به ثوابا من الناس ويحوز به حظا من الدنيا "إلا الصيام فانه لى" أى خالصًا لى لا يعلم ثوابه المترتب عليه غيرى، وقد اختلف العلماء فى معنى قوله "إلا الصيام فانه لى مع كون جميع الطاعات لله تعالى، فقيل سبب اضافته الى الله عز وجل انه لم يعبد أحد غير الله تعالى به" فلم يعظم الكفار فى عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام وان كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وقيل لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرهما من العبادات الظاهرة، وقيل لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ. قاله الخطابى، قال وقيل ان الاستغناء عن الطعام من صفات الله تعالى، فتقرب الصائم بما يتعلق بهذه الصفة وان كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شئ، وقيل معناه أنا المنفرد بعلم مقدار ثوابه أو تضعيف حسناته، وغيره من العبادات أظهر سبحانه بعض مخلوقاته على مقدار ثوابها، وقيل هى اضافة تشريف كقوله تعالى {ناقة الله} مع أن العالم كله لله تعالى وفى هذا الحديث بيان عظم فضل الصوم والحث عليه (٢) فيه بيان لكثرة ثوابه، لأن الكريم اذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضت عظمته وسعته العطاء "وقوله والصيام جنة" بضم الجيم أى سترة ومانع من الرفث والآثام ومانع أيضا

<<  <  ج: ص:  >  >>