للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الصائم يوفى أجره بلا عد ولا حساب]-

وجلَّ كلُّ عمل ابن آدم له إلَّا الصِّيام فهو لى وأنا أجزى به، إنَّما يترك طعامه وشرابه من أجلى (١) فصيامه لى وأنا أجزى به، كلُّ حسنةٍ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ إلَّا الصِّيام فهو لى وأنا أجزى به

(٢) قر عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال قال رسول الله


ابن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له الحديث (١) أى خوفا منى وامتثالا لأمرى (قال الحافظ) وقد يفهم من الأتيان بصيغة الحصر فى قوله انما يترك الخ التنبيه على الجهة التى بها يستحق الصائم ذلك وهو الاخلاص الخاص به، حتى لو كان ترك ذلك لغرض آخر كالتخمة لا يحصل للصائم الفضل المذكور، لكن المدار فى هذه الاشياء على الداعى القوى الذى يدور معه الفعل وجودًا وعدما، ولا شك أن من لم يعرض فى خاطره شهوة شئ من الأشياء طول نهاره الى أن أفطر ليس هو فى الفضل كمن عرض له ذلك فجاهد نفسه فى تركه اهـ، (وقوله فصيامه لى) أى من بين سائر الأعمال ليس للصائم فيه حظ، أو هو سر بينى وبين عبدى يفعله خالصا لوجهى (وفى الموطأ فالصيام) بفاء السببية أى بسبب كونه لى انه يترك شهوته لأجلى أو أن فيه صفة الصمدانية وهى التنزيه عن الغذاء (وأنا أجزى به) يعنى صاحبه وقد علم علم أن الكريم إذا تولى الأعطاه بنفسه كان فى ذلك إشارة الى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه، ففيه مضاعفة الجزاء من غير عدد ولا حساب، ولما أفاد سعة الجزاء وفخامته لتوليه بنفسه دفع توهم أنه له غاية ينتهى اليها كغيره من الأعمال بقوله (كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الا الصيام فهو لى وأنا أجزى به) أى بلا عدد ولا حساب، وأعاد قوله وأنا أجزى به فى آخر الكلام تأكيدًا، وهذا كقوله تعالى {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} والصابرون الصائمون فى أكثر الأقوال لانهم يصِّبرون أنفسهم عن الشهوات (تخريجه) (ق. والأربعة. وغيرهم.).
(٢) "قر" عن عبد الله بن مسعود (سنده) حدّثنا عبد الله قال قرأت على أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>