للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ريح فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك]-

نفس محمَّدٍ بيده (١) لخلوف فم الصَّائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك (٢) وللصَّائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربَّه عزَّ وجلَّ فرح بصيامه (٣) (وعنه من طريقٍ ثانٍ بنحوه (٤) وفيه) يقول الله عزَّ


يقول إني صائم فمنهم من ذكرها مرتين ومنهم من اقتصر على واحدة (١) أقسم على ذلك تأكيدًا "وقوله لخلوف" بضم المعجمة واللام وسكون الواو. وبعدها فاء (قال القاضى عياض) هذه الرواية الصحيحة، وبعض الشيوخ يقوله بفتح الخاء (قال الخطابى) وهو خطأ وحكى القابسى الوجهين. وبالغ النووى فى شرح المهذب فقال لا يجوز فتح الخاء، واحتج غيره لذلك بأن المصادر التى جاءت على فعول بفتح أوله قليلة، ذكرها سيبويه وغيره وليس هذا منها، واتفقوا على أن المراد به تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام "وفى قوله فم الصائم" رد على من قال لا تثبت الميم فى الفم عند الأضافة الا فى ضرورة الشعر لثبوته فى هذا الحديث الصحيح وغيره (٢) قال المازرى هذا مجاز واستعارة، لأن استطابة بعض الروائح من صفات الحيوان الذى له طبائع تميل الى شئ فتستطيبه، وتنفر من شئ فتستقذره، والله تعالى متقدس عن ذلك. لكن جرت عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا. فاستعير ذلك فى الصوم لتقريبه من الله تعالى (قال القاضى عياض) وقيل يجازيه الله تعالى به فى الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما أن دم الشهيد يكون ريحه ريح المسك. وقيل يحصل لصاحبه من الثواب أكثر مما يحصل لصاحب المسك. وقيل رائحته عند ملائكة الله تعالى أطيب من رائحة المسك عندنا وان كانت رائحة الخلوف عندنا خلافه (قال النووى) والأصح ما قاله الداودى من المقارنة، وقاله من قال من أصحابنا إن الخلوف أكثر ثوابا من المسك حيث ندب اليه فى الجمع والأعياد ومجالس الحديث وسائر مجامع الخير اهـ (٣) قال العلماء أما فرحته عند فطره فسببها تمام عبادته وسلامتها من المفسدات وما يرجوه من ثوابها، وأما فرحته عند لقاء ربه فيما يراه من جزائه وتذكر نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه لذلك (وقوله اذا أفطر فرح بفطره) يشعر بأن فرحه لزوال الجوع والعطش حيث أبيح له الفطر، وهذا الفرح من طبيعة الانسان، وكل انسان بحسبه لاختلاف مقامات الناس فى ذلك (٤) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد أنا محمد عن موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>