للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]-

(٢) باب فضل صيام رمضان وقيامه

(١٥) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا (١) غفر له ما تقدَّم من ذنبه (٢)


الجهاد وبوب على هذا الترمذى وغيره، وذهبت طائفة إلى أن كل الصوم فى سبيل الله إذا كان خالصا لوجه الله تعالى اهـ (وعن قيس بن يزيد الجهنى) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما تطوعا غرست له شجرة فى الجنة ثمرها أصغر من الرمان وأضخم من التفاح، وعذوبته كعذوبة الشهد. وحلاوته كحلاوة العسل، يطعم الله منه الصائم يوم القيامة، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الكبير وفيه يحيى بن يزيد الأهوازى، قال الذهبى لا يعرف (وعن أنس بن مالك) رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "الصوم يزيل اللحم ويبعد من حر السعير؛ إن لله مائدة عليها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلا الصائمون" أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه عبد المجيد بن كثير الحرانى ولم أجد من ترجمته (الأحكام) أحاديث الباب تدل على فضل الصيام مطلقًا سواء أكان فرضا أم نفلا، وعلى فضل الصائمين أيضًا. وأن فضل الصوم كبير جدًا لا يعلمه إلا الله عز وجل. بخلاف الأعمال الأخرى وذلك باتفاق العلماء، وقد بينا فى شرح كل حديث ما يختص به بمالا يحتاج معه إلى مزيد والله الموفق
(١٥) عن أبى هريرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن فضيل ثنا يحيى يعنى ابن سعيد عن أبى سلمة عن أبى هريرة - الحديث" (غريبه) (١) قال الخطابى قوله إيمانا واحتسابا أى نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة فى ثوابه طيبة به نفسه غير كاره ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب (وقال البغوى) قوله احتسابا أى طلبا لوجه الله تعالى وثوابه، يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها أى يتطلبها (٢) ظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر وفضل الله واسع، لكن المشهور من مذاهب العلماء فى هذا الحديث وأمثاله كحديث غفران الخطايا بالوضوء وبصوم يوم عرفه ويوم عاشوراء ونحوه أن المراد غفران الذنوب الصغائر فقط كما فى حديث الوضوء - ما لم يؤت - كبيرة - ما اجتنبت الكبائر - وقال النووى فى التخصيص نظر، لكن أجمعوا على أن الكبائر لا تسقط إلا بالتوبة أو بالحد اهـ (فان قيل) قد ثبت فى الصحيح هذا الحديث فى قيام رمضان والآخر فى صيامه والآخر فى قيام ليلة القدر والآخر فى صوم عرفة أنه كفارة سنتين، وفى عاشوراء أنه كفارة سنة. والآخر رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما - والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما - والجمعه الى الجمعة كفارة لما بينهما -

<<  <  ج: ص:  >  >>