للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الترغيب في قيام رمضان وفضله]-

(زاد في روايةٍ وما تأخَّر) (١)

(١٦) وعنه أيضًا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغِّب فى قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمةٍ (٢) فيقول من قام رمضان (٣) إيمانًا واحتسابًا غفر له


من وافق تأمينه تامين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، ونحو ذلك فكيف الجمع بينها؟ (أجيب) بأن المراد أن كل واحدة من هذه الخصال صالحة لتكفير الصغائر، فان صادفها كفرتها، وإن لم يصادفها فان كان صاحبها سليما من الصغائر لكونه صغيرا غير مكلف أو موقفا لم يعمل صغيرة أو عملها وتاب أو فعلها وعقبها بحسنة أذهبتها كما قال تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات} فهذا يكتب له بها حسنات ويرفع له بها درجات (وقال بعض العلماء) ويرجى أن يخفف بعض الكبيرة أو الكبائر والله أعلم (١) هذه الزيادة رواها الأمام أحمد من طريق أخرى فقال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة، قال حماد وثاب عن الحسن عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (تخريجه) (ق والأربعة وغيرهم) بدون الزيادة (قال الحافظ المنذرى) ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم باسناد حسن إلا أن حمادا شك فى وصله أو ارساله، قال وفى رواية للنسائي عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "من صام رمضان ايمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" قال وفى حديث قتيبة (وما تأخر) قال الحافظ المنذرى انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان وهو ثقة ثبت واسناده على شرط الصحيح اهـ
(١٦) وعنه أيضًا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق ثنا معمر وعبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة - الحديث" (غريبه) (١) فيه التصريح بعدم وجوب القيام، وقد فسره بقوله من قام الخ فانه يقتضى الندب دون الأيجاب، واصرح منه قوله فى حديث عبد الرحمن بن عوف الآتى فى باب الأحوال التى عرضت للصيام (وسننت قيامه) بعد قوله (إن الله عز وجل فرض صيام رمضان) (٢) قال الحافظ أى قام لياليه مصليا، والمراد من قيام الليل ما يحصل به مطلق القيام كما فى التهجد سواء، وذكر النووى أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعنى أنه يحصل بها المطلوب من القيام، لا أن قيام رمضان لا يكون إلا بها، وأغرب الكرمانى فقال اتفقوا على أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح، وتقدم الكلام على قيام رمضان فى أبواب صلاة التراويح فى أول الجزء الخامس فارجع اليه (وقوله إيمانا واحتسابا) تقدم الكلام عليه فى شرح الحديث السابق وقال النووى معنى ايمانًا تصديقا بانه حق معتقدًا فضيلته (ومعنى احتسابا) أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>