للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في نقص الشهر ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم شهران لا ينقصان]-

(١٠) باب وجوب النية في الصوم من الليل

(وحكم من وجب عليه الصوم في أثناء الشهر أو اليوم)

(٦٠) عن حفصة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه


أم كملا، فلا منافاة بين هذا الحديث وبين الأحاديث التي ثبت فيها نقص الأيام، وللعلماء في ذلك أقوال (قال الترمذي) رحمه الله بعد إيراد هذا الحديث بلفظ "شهرًا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة" حاكيا عن الأمام أحمد أنه قال معنى هذا الحديث "شهرًا عيد لا ينقصان" يقول لا ينقصان معًا في سنة واحدة، شهر رمضان وذو الحجة، إن نقص أحدهما تم الآخر، (وقال إسحاق) معناه لا ينقصان يقول وإن كان تسعًا وعشرين فهو تمام غير نقصان، وعلى مذهب إسحاق يكون ينقص الشهران معًا في سنة واحدة انهى كلام الترمذي، ومعناه على ما ذهب إليه الأمام أحمد رحمه الله إن جاء أحد الشهرين تسعا وعشرين جاء الآخر ثلاثين، وعلى ما ذهب إليه إسحاق بن راهويه رحمه الله إن كان تسعا وعشرين فهو تمام غير نقصان أي فهو تام في الفضيلة غير ناقص مع جواز نقصانهما في الأيام معا في سنة واحدة، (وفي صحيح البخاري) وقال أبو الحسن كان إسحاق بن راهويه يقول لا ينقصان في الفضيلة إن كان تسعة وعشرين أو ثلاثين أهـ. (وذكر ابن حبان) لهذا الحديث معنيين أحدهما ما قال إسحاق والآخر أنهما في الفضل سواء لقوله في الحديث الآخر "ما من أيام العمل فيها أفضل من عشر ذي الحجة" (وقيل) معناه لا ينقصان في عام بعينه وهو العام الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم تلك المقالة (وقيل) معناه لا ينقصان في الأحكام، وبهذا جزم البيقهي وقبله الطحاوي فقال معنى لا ينقصان أي الأحكام فيهما وإن كانا تسعة وعشرين متكاملة غير ناقصة عن حكمهما إذا كانا ثلاثين (وقيل) معناه لا ينقصان في نفس الأمر، لكن ربما حال دون رؤية الهلال مانع، وهذا أشار إليه ابن حبان أيضًا وهو بعيد (وقيل) معناه لا ينقصان معًا في سنة واحدة على طريق الأكثر الأغلب وإن ندر وقوع ذلك، وهذا أعدل مما تقدم، لأنه ربما وجد وقوعهما ووقوع كل منهما تسعًا وعشرين، هذا تلخيص ما قاله الحافظ (وقال النووي) رحمه الله الأصح أن معناه لا ينقص أجرهما والثواب المترتب عليهما وإن نقص عددهما (وقيل) معناه لا ينقصان جميعًا في سنة واحدة غالبا (وقيل) لا ينقص ثواب ذي الحجة عن ثواب رمضان لأن فيه المناسك حكاه الخطابي وهو ضعيف، والأول هو الصواب المعتمد، ومعناه "أن قوله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقوله "من قام رمضان إيمانا واحتسابا" وغير ذلك؛ فكل هذه الفضائل تحصل سواء تم عدد رمضان أم نقص أهـ والله أعلم
(٦٠) عن حفصة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى قال

<<  <  ج: ص:  >  >>