يا رسول الله عليك نهار (١) قال انزل فاجدح، قال ففعل، فناوله فشرب، فلما شرب أومأ بيده إلى المغرب ففقال إذا غربت الشمس ههنا جاء الليل من ههنا فقد أفطر الصائم (٢)(وعنه من طريق ثانٍ)(٣) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ وهو صائم فدعا صاحب شرابه بشرابٍ، فقال صاحب شرابه لو أمسيت يا رسول الله، ثم دعاه فقال له لو أمسيتَ ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإذا جاء الليل من ههنا فقد حل الإفطار أو كلمةً هذا معناها (وفي لفظٍ) إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم.
هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي، والمجدح بكسر الميم عود مجنح الرأس ليساط به الاشربة وقد يكون له ثلاث شعب (١) القائل يا رسول الله عليك نهار هو بلال كما يستفاد من رواية أبو داود، يريد أن النهار لم ينته بل بقي منه شيء، والظاهر أنه ما قال ذلك إلا عن اعتقاد لما رأى من الضوء والحمرة التي تكون بعد مغيب الشمس ففهم أن الشمس باقية وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر ذلك الضوء (٢) هكذا في المسند (إذا غربت الشمس هاهنا جاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم) ولفظ مسلم (إذا غابت الشمس من هاهنا وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم) وهي أحسن في التعبير، والمعنى إذا غابت الشمس من جهة المغرب وجاء الليل من جهة المشرق فقد أفطر الصائم، يعني انقضى صومه وتم وحلَّ له الفطر وزالت عنه موانع الصيام لأنه بغروب الشمس خرج النهار ودخل الليل. والليل ليس محلاً للصوم (٣) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث (٤) جاءت هذه الجملة وهي قوله (لو أمسيت) مكررة مرتين في صحيح البخاري من طريق خالد عن الشيباني. وفي المرة الثالثة قال للنبي صلى الله عليه وسلم أن عليك نهاراً (قال الحافظ) وقد اختلفت الروايات عن الشيباني في ذلك، فأكثر ما وقع فيها أن المراجعة وقعت ثلاثاً وفي بعضها مرتين وفي بعضها مرة واحدة، وهو محمول على أ، بعض الرواة اختصر القصة، ورواية خاللد المذكورة في هذا الباب أتمهم سياقاً وهو حافظ فزيادته مقبولة، وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يراجع ثلاث اهـ (تخريجه) (ق. د. نس. وغيرهم).