للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حديث الهرماس بن زياد فى خطبة النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى]-

هاهنا وأشار إلى ميمنة القبلة، والأنصار هاهنا وأشار إلى ميسرة القبلة، ثمَّ لينزل النَّاس حولهم، قال وعلَّمهم مناسكهم ففتحت أسماع أهل منى حتَّى سمعوه فى منازلهم قال فسمعته يقول ارموا بمثل حصى الخذف

(٤١٥) عن الهرماس بن زياد الباهلىِّ رضى الله عنه قال رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم وأبى مردفى خلفه على حمار وأنا صغير فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بمنىً على ناقته العضباء (وعنه من


إنسان بالمكان اللائق به (١) فى رواية أخرى لأبى داود "ثم أمر المهاجرين فنزلوا فى مقدم المسجد" أى مسجد الخيف" ولعل المراد بالمقدم الجهة "وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك" فالمراد بقوله وأشار إلى ميمنة القبلة أى إلى مقدم مسجد منى "وأشار إلى ميسرة القبلة" أى إلى وراء مسجد منى كما يستفاد من الرواية الثانية لأبى داود (وقوله ثم لينزل الناس حولهم) أى جول المهاجرين والأنصار (٢) فيه رد على من يقول ان هذه الخطبة لم يذكر فيها شيء من أعمال الحج (وقوله ففتحت أسماعنا) بضم الفاء الثانية وكسر الفوقية بعدها. أى اتسع سمع أسماعنا وقوى، من قولهم قارورة فتح بضم الفاء والتاء أى واسعة الرأس (قال الكسائي) ليس لها صمام ولا غلاف، وهكذا صارت أسماعهم لما سمعوا صوت النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا من بركات صوته اذا سمعه المؤمن قوى سمعه واتسع مسلكه حتى صار يسمع الصوت من الأماكن البعيدة ويسمع الاصوات الخفية (٣) ظاهره أنهم لم يذهبوا لسماع الخطبة بل وقفوا فى رحالهم وهم يسمعونها وليس كذلك. بل المراد أن كل من فى منى سمع الخطبة حتى من كان فى بيته لحاجة أو عذر منعه من الحضور لاستماعها، وهو اللائق بحال الصحابة رضى الله عنهم (تخريجه) (د. نس) وسكت عنه أبو داود والمنذرى ورجال اسناده ثقات
(٤١٥) عن الهرماس بن زياد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بهز ثنا عكرمة بن عمار ثنا الهرماس بن زياد - الحديث (غريبه) (٤) أى يوم النحر كما صرح بذلك فى الطريق الثانية (٥) العضباء هى مقطوعة الأذن (قال الأصمعي) كل قطع فى الأذن جدع، فان جاوز الربع فهى عضباء (وقال أبو عبيد) إن العضباء التى قطع نصف أذنها فما فوق، وقال الخليل هى مشقوقة الأذن. قال الحربى الحديث يدل على أن

<<  <  ج: ص:  >  >>