للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[المواضع التى يستجاب فيها الدعاء - والدعاء المختار عند الملتزم]-

.....


عائشة على نسخ حديث عمر فى حق الحائض، وكذلك استدل على نسخه بحديث أم سليم عند أبى داود الطيالسى أنها قالت حضت بعد ما طفت بالبيت فأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنفر اهـ (قلت) والحق مع الجمهور، ولعل عمر رضى الله عنه لم يبلغه حديث الرخصة وإلا لكان أول الناس عملاً به رضى الله عنه (وفى حديث عبد الرحمن بن صفوان) آخر أحاديث الباب وحديثى عمرو بن شعيب وابن عباس المذكورين فى الزوائد دلالة على استحباب الوقوف بالملتزم عقب طواف الوداع والدعاء عنده بما أحب من خيرى الدنيا والآخرة لأنه من المواضع التى يستجاب الدعاء فيها، ويأتى بآداب الدعاء من الحمد لله تعالى والثناء عليه ورفع اليدين والصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم (قال القاضي) أبو الطيب فى تعليقه (قال الشافعي) فى مختصر كتاب الحج إذا طاف للوداع استحب له أن يأتى الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار فيجعل اليمنى مما يلى الباب واليسرى مما يلى الحجر الأسود ويدعو بما أحب من أمر الدنيا والآخرة اهـ، فان كان حائضا استحب أن تدعو على باب المسجد وتمضي، وليكن آخر عهده بالبيت طواف الوداع فصلاة ركعتيه فالشرب من ماء زمزم فالوقوف بالملتزم فالرحيل (فائدة) ذكر الحسن البصرى رحمه الله فى رسالته المشهورة إلى أهل مكة أن الدعاء يستجاب فى خمسة عشر موضعا. فى الطواف وعند الملتزم. وتحت الميزاب. وفى البيت. وعند زمزم. وعلى الصفا. والمروة. وفى المسعى. وخلف المقام. وفى عرفات. وفى المزدلفة. وفى منى. وعند الجمرات الثلاث. وقد اختار الأمام الشافعى رحمه الله دعاءا يقال عند الملتزم ذكره فى الأملاء وفى مختصر الحج واتفق أصحابه على استحبابه، واختاره الحنابلة أيضا، وذكره ابن قدامة فى المغنى. وصاحب المهذب. والنووى فى الأذكار (ولفظه كما فى المغني) اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك حملتنى على ما سخرت لى من خلقك. وسيرتنى فى بلادك حتى بلغتنى بنعمتك إلى بيتك. وأعنتنى على أداء نسكي. فان كنت رضيت عنى فازدد عنى رضا ولا فمن الآن قبل أن تنآى عن بيتى دارى فهذا أوان انصرافى إن اذنت لى غير مستبدل بك ولا ببيتك. ولا راغب عنك ولا عن بيتك، اللهم فأصحبنى العافية فى بدنى والصحة فى جسمى والعصمة فى دينى وأحسن منقلبي، وارزقنى طاعتك أبدا ما أبقيتني، واجمع لى بين خيرى الدنيا والآخرة، انك على كل شيء قدير
وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>