للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في معنى العقيقة والفرع والعتيرة]-

رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن العقيقة فقال إن الله لا يحبُّ العقوق، وكأنَّه كره الاسم (١) قالوا يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له؟ قال من أحبَّ منكم أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلام شاتان مكافأتان (٢) وعن الجارية شاة


أنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب -الحديث" (غريبه) (١) قال في النهاية ليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها، وإنما كره الاسم وأحب أن تسمى بأحسن منه كالنسيكة والذبيحة جريًا على عادته في تغيير الاسم القبيح اهـ (قال التوربشتي) هذا الكلام وهو أنه كره الاسم غير سديد أدرج في الحديث من قول بعض الرواة ولا يدرى من هو، وبالجملة فقد صدر عن ظن يحتمل الخطأ والصواب، والظاهر أنه ها هنا خطأ، لأنه صلَّى الله عليه وسلَّم ذكر العقيقة في عدة أحاديث، ولو كان يكره الاسم لعدل عنه إلى غيره، ومن سننه تغيير الاسم إذا كرهه، والأوجه أن يقال يحتمل أن السائل ظن أن اشتراك العقيقة مع العقوق في الاشتقاق مما يوهن أمرها فأعلم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن الذي كرهه الله تعالى من هذا الباب هو العقوق لا العقيقة، ويحتمل أن العقوق ها هنا مستعار للوالد بترك العقيقة أي لا يجب أن يترك الوالد حق الولد الذي هو العقيقة كما لا يحب أن يترك الولد حق الوالد الذي هو حقيقة العقوق، ولا يخفى أن المخاطب ما فهم هذا المعنى من الجواب، ولذلك أعاد السؤال فقال إنما نسألك إلخ، فالوجه أن يقال إنه أطلق الاسم أولًا، ثم كرهه إما بالتفات منه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى ذلك أو بوحيٍ أو إلهامٍ منه تعالى إليه والله أعلم (٢) بفتح الفاء بعد همزة مفتوحة، كذا في رواية الإمام أحمد والنسائي أي مساويتان

<<  <  ج: ص:  >  >>