للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حجة القائلين بمشروعية الفرع والعتيرة وعدم نسخهما]-

قال وسئل عن الفرع، قال والفرع حقٌّ (١) وإن تتركه حتى يكون شغزيًّا (٢) أو شغزوبًا ابن مخاضٍ أو ابن لبونٍ فتحمل عليه في سبيل الله أو تعطيه أرملةً (٣) خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره (٤) وتكفأ إناءك وتوله (٥) ناقتك، قال وسئل عن العتيرة فقال العتيرة حقٌّ (٦) قال بعض القوم لعمرو بن شعيبٍ ما العتيرة؟ قال كانوا يذبحون في رجبٍ شاةً فيطبخون ويأكلون ويطعمون


في السن بمعنى أن لا ينزل سنهما عن سن أدنى ما يجزئ في الأضحية كما نقل الترمذي عن أهل العلم أنهم قالوا لا يجزئ في العقيقة من الشاة إلا ما يجزئ في الأضحية، وقيل معناه مساويتان أو متقاربتان وهو بكسر الفاء عند أبي داود (قال الخطابي) والمحدثون يفتحون الفاء، وأراه أولى لأنه يريد شاتين قد سوى بينهما، وأما بالكسر فمعناه مساويتان فيحتاج إلى شيء آخر يساويانه، وأما لو قيل متكافئتان لكان الكسر أولى (١) قال الإمام الشافعي رحمه الله معناه أنه ليس بباطل ولكنه كلام عربي خرج على جواب السائل ولا يخالفه "لا فرع" إذ معناه لا يجب اهـ (قلت) والفرع تقدم تفسيره وهو أول نتاج البهيمة من الإبل كانوا يذبحونه صغيرًا رضيعًا، فأرشدهم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى تركه حتى يكون ابن مخاض، وهو ما دخل في السنة الثانية وحملت أمه. أو مضت مدى تساوي ذلك وإن لم تحمل، أو ابن لبونٍ. وهو ما دخل في السنة الثالثة وصارت أمه لبونًا بوضع الحمل ليكون صالحًا للذبح أو الحمل عليه في سبيل الله (٢) أوله شين معجمةٌ مضمومةٌ ثم غينٌ معجمةٌ ساكنةٌ فزايٌ مضمومةٌ ثم باءٌ موحدةٌ مشددةٌ (قال في النهاية) هكذا رواه أبو داود في السنن، قال الحربي الذي عندي أنه زخزبا وهو الذي اشتد لحمه وغلظ (قال الخطابي) ويحتمل أن تكون الزاي أبدلت شينًا والخاء غينًا فصحفت، وهذا من غرائب الإبدال اهـ. وذكره أيضًا صاحب النهاية في حرف الزاي بلفظ زخزبا. وقال الزخزب الذي قد غلظ جسمه واشتد لحمه (٣) بفتح الميم هي المرأة التي مات زوجها لأنها في الغالب تكون فقيرة (٤) أي لكونه صغيرًا غير سمين، والوبر للإبل كالصوف للضأن والشعر للمعز، قال تعالى {ومن أصوافها وأوبارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين} يعني صوف الضأن ووبر الإبل وشعر المعز (وقوله وتكفأ إناءك) أي تقلب محلبك حيث لا تحصل منها على لبنٍ، يريد أنك إذا ذبحته حين يولد يذهب اللبن فصار كأنك كفأت إناءك أي المحلب الذي يحلب فيه اللبن (٥) بتشديد اللام أي تفجع ناقتك، أصله من الوله وهو ذهاب العقل من فقدان الولد (٦) أي جائزة وتقدم الكلام عليها في شرح الترجمة (تخريجه) (د. نس) وسنده جيد. ورواه أيضًا الحاكم وصححه وأقره الذهبي

<<  <  ج: ص:  >  >>