للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ركب يوما على حمار له يقال له يعفور (١) رَسَنُهُ من ليف ثم قال اركب يا معاذ فقلت: سر يا رسول اله فقال اركب فردِفْتُهُ (٢) فصُرِع الحمار بنا فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضحك وقمت أذكر من نفسي أسفاً ثم فعل ذلك الثانية ثم الثالثة وسار بنا فأخلف يده (٣) فضرب ظهري بسوطٍ معه أو عصا ثم قال يا معاذ هل تدري ما حق الله على العباد؟ فقلت الله ورسوله أعلم، قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال ثم سار ما شاء الله، ثم أخلف يده فضرب ظهري فقال: يا معاذ يا ابن أم معاذ هل تدري ما حق العباد على الله (٤) إذا هم فعلوا ذلك؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: إذن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة.

(٥) (٥) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتينا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) فقلنا حدثنا من غرائب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال نعم، كنت رِدْفه على حمار قال فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله، قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت الله ورسوله أعلم، فذكر مثله إلاأنه قال أن


(١) بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم الخ (غريبه) (١) اسم حمار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سمي به من العفرة وهي بياض غير خالص كلون وجه الأرض أو تشبيها في عدوه باليعفور وهو الظبي. (والرسن) بفتح أوله وثانيه هو الحبل الذي تقاد به الدابة.
(٢) بفتح الراء وكسر الذال المهملة أي ركبت خلفه، فصرع مبني للمفعول أي سقط ووقع.
(٣) أي أدارها من خلفه، أما ضربه بالسوط فالغرض منه التنبيه لاستماع ما يقول.
(٤) معناه أنه محقق وقوع ما وعدهم به لا محالة وهو الذي أوجب ذلك على نفسه لعباده تفضلا منه ورحمة بهم قال تعالى: [كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ] (تخريجه) (ق عن معاذ مختصراً بألفاظ مختلفة وهق والأربعة)
(٥) وعن أنس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن الأعمش عن

<<  <  ج: ص:  >  >>