رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في فضل المجاهدين في البحر
-----
إلى يوم القيامة (باب فضل المجاهدين في البحر)(عن أنس بن مالك) عن أم حرام رضي الله عنهما أنها قالت، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا في بيتي إذا استيقظ وهو يضحك، فقلت بأبي وأمي أنت ما يضحكك؟ فقال عرض على ناس من أمتي يركبون ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة فقلت ادع الله أن يجعلني منهم، قال اللهم اجعلها منهم، ثم نام أيضا فاستيقظ وهو يضحك، فقلت بأبي وأمي ما يضحكك؟ قال عرض على الناس من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة، فقلت ادع الله أن يجعلني منهم، فقال أنت من الأولين فغزت مع عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان زوجها فوقصتها بغلة شبهاء فوقعت فماتت (عن عبد الله) بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول اتكأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابنة ملحان قال فرفع رأسه فضحك، فقالت مم ضحكت يا رسول الله؟ فقال من أناس من أمتي يركبون هذا البحر الأخضر غزاة في سبيل الله: مثلهم كمثل الملول على الأسرة، قالت ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال الله اجعلها منهم، فنكحت عبادة بن الصامت قال فركبت في البحر مع ابنها قرظة حتى هي قفلت ركبت دابة لها بالساحل.
ورجاله كلهم ثقات ولهم شواهد كثير عند الشيخين وغيرهما تعضده (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح قال ثنا حماد يعني ابن سلمة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك الخ (غريبة) بفتح الحاء المهملة هي بنت ملحان بكسر الميم وسكون اللام أخت أم سليم كما صرح بذلك في رواية أبي داود وهي خالة أنس بن مالك أي نائما في بيتها وقت القيلولة لأنها كانت محرما له كما ذكره النووي وغيره أي البحر الأخضر كما صرح بذلك في رواية أنس من مسنده وستأتي بعد هذا (وهو بحر الإسكندرية) قال الحافظ موقع التشبيه أنهم فيما هم فيه من النعيم الذي أثيبوا به على جهادهم مثل ملوك الدنيا على أسرتهم: والتشبيه بالمحسوسات أبلغ في نفس السامع اهـ زاد في رواية عند البخاري ولست من الآخرين، وفيه دلالة على أن رؤياه الثانية غير الأولى وأنه عرض فيها غير الأولين تزوجها عبادة بعد قصة الرؤيا وقبل الغزو كما يستفاد من رواية مسلم (فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه، فلما جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندلقت عنقها) وهذا معنى قوله قنا فوقصتها لأن الوقص بفتح الواو وكسر العنق (تخريجه) (ق لك. د وغيرهم) وهذا الحديث جاء عند الإمام أحمد في مسند أم حرام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري الخ (غريبة) هي أم حرام المذكورة في الحديث السابق، وهذا الحديث من مسند أنس: والذي قبله من مسند أم حرام أي رجعت من الغزو (وقوله بالساحل) أي ساحل الشام، ويؤيد ذلك ما جاء في رواية