رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في فضل المجاهدين في البحر
-----
فوقصت بها فسقطت فماتت (عن زيد بن أسلم) عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت تضحك مني يا رسول الله؟ قال لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على الأسرة، فقالت ثم نام استيقظ أيضا يضحك فقلت تضحك يا رسول الله مني قال لا: ولكن من قوم يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا لهم: قالت ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها: قال فأخبرني عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم معنا فماتت بأرض الروم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام فضحك في منامه، فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه لقد ضحكت في منامك، فما أحكك؟ قال أعجب من ناس من أمتي يركبون هذا البحر حول العدو يجاهدون في سبيل الله فذكر لهم خيرا كثيرا
البخاري من طريق الليث بلفظ، فخرجت مع زوجها عبادة غازيا ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين نزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت، فهو صريح في أن أم حرام ماتت بساحل الشام، وحكى الحافظ عن هشام بن عمار قال رأيت قبرها بساحل حمص (تخريجه) (خ وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار الخ (غريبة) لم يصرح باسم المرأة في هذه الرواية والظاهر أنها غير إم حرام التي مر ذكرها، وأن هذه قصة أخرى غير تلك، لأن عطاه ذكرانها حدثته (قال الحافظ) وهو يصغر عن إدراك إم حرام وعن أن يغزو في سنة ثمان وعشرين بل وفي سنة ثلاث وثلاثين، لأن مولده على ما جزم به عمرو بن علي وغيره كان في سنة تسع عشرة، وعلى هذا فقد تعددت القصة اهـ (قلت) جاء في سنن أبي داود عن عطاء بن يسار عن أخت سليم الرميصاء قالت نام النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث: وقد صرح فيه باسمها وأنها الرميصاء أخت أم سليم، قال الحافظ لعلها أختها أم عبد الله بنت ملحان، فيحتمل أن تكون هي صاحبة القصة التي ذكرها عطاء بن يسار، وتكون تأخرت حتى أدركها عطاء والله أعلم ثبت في حديث أم حرام عند الشيخين أن أمير الغزوة كان معاوية، وفي هذه القصة أن أميرها كان المنذر بن الزبير وهذا أيضا دليل على تعدد القصة تقدم أن أم حرام ماتت بساحل الشام ودفنت هناك بساحل حمص وهذه ماتت بأرض الروم قاله الحافظ، وعلى هذا فقد تعددت القصة لأم حرام ولأختها أم عبد الله فلعل إحداهما دفنت بساحل قبرص والأخرى بساحل حمص والله أعلم (تخريجه) (مذ نس) بألفاظ مختلفة وقال الترمذي حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي إسحاق حدثني محمد بن ثابت العبدي عن جبلة بن عطية عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس الخ (غريبة) أي أجرا عظيما وثوابا جزيلا وهذه قصة ثالثة وقعت في بيت بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم غير قصة أم حرام وقصة أختها الرميصاء، لا مانع من تعدد القصة على هذا النحو لأهمية الغزو في البحر والله أعلم