(باب إخلاص النية في الجهاد، وما جاء في أخذ الأجرة عليه)(عن عبد الله بن عتيك) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوا من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله عز وجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث، الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن، وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته ومات فقد وقع أجره على الله تعالى، أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله تعالى أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل، والله أنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم (فمات فقد وقع أجره على الله تعالى) ومن مات قعصا فقد استوجب المآب (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد
(تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد: وأورده الهيثمي وعزاه للإمام أحمد فقط وقال فيه محمد بن ثابت العبدي وثقه ابن معين في رواية وكذلك النسائي وبقية رجاله ثقات (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن عتيك أحد بني سلمة عن أبيه عبد الله بن عتيك الخ (غريبة) القول هنا بمعنى الفعل أي أشار بأصابعه الخ، والظاهر والله أعلم أن معنى الإشارة بالثلاثة الأصابع النفس والسلاح والفرس القائل وأين المجاهدون هو الرجل الذي خرج من بيته مجاهدا يعني أنه يستفهم عن مكان المجاهدين ليلتحق بهم فخر عن دابته قبل الوصول إليهم فمات فهذا يكتب له ثواب المجاهد لنيته وإخلاصه الحتف بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة من فوق الهلاك، والمراد به هنا الموت على فراشه من غير قتل بل كان مع المجاهدين فمات كذلك لعله يعني قوله صلى الله عليه وسلم (أو مات حتف أنفه) هذه الجملة التي بين دائرتين وهي قوله (فمات فقد وقع أجره على الله) جاءت في الأصل في هذا الموضع في الحديث ولا معنى لها فيه، والظاهر أنها كررت من الناسخ: ويؤيد ما ذكرنا أن الحافظ ابن كثير أتى بهذا الحديث نفسه في تفسيره عاريا منها، وكذلك الحاكم في المستدرك والله أعلم القعص بتقديم القاف على العين أن يضرب الإنسان فيموت: يقال قعصته إذا قتلته قتلا سريعا (وقوله فقد استوجب المآب) معناه حسن المرجع بعد الموت، وفي بعض الروايات فقد استوجب الجنة (تخريجه) (طب) والبخاري في التاريخ والحاكم وصححه وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا حيوة بن شريح ويزيد ابن عبد ربه قالا ثنا بقية وهو ابن الوليد حدثني بجيرة بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحيرة عن معاذ بن جبل الخ (غريبة) أي الناقة العزيزة عليه المختارة عنده وقيل نفسه (وياسر الشريك) أي أخذ باليسر والسهولة مع الرفيق نفعا بالمعونة أي بأن لم يتجاوز الحد المشروع في نحو قتل ونهب وتخريب نبهه بضه النون وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء الأولى أي يقظته وانتباهه من نومه