للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٢٩ -

القوة لمواجهة العدو هي الاستعداد لآلات الحرب والتدريب عليها

-----

فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهمه (وعنه أيضا) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر (وأعدوا لهم ما

استطعتم من قوة) ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي (عن عبه الله بن الأزرق) عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة، صانعة يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به، وقال ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلى من أن تركبوا وإن كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمية الرجل بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته امرأته، فإنهن من الحق ومن نسي الرمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه (زاد في رواية) قال فتوفى عقبة وله بضع


بلفظ (ستفتح عليكم الروم) بدل أرضون وعزاه لمسلم، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يحثهم على الرمي والتدريب عليه لأن أهل ذاك المن كان غالب حربهم بالرمي (وقوله ويكفيكم الله) يعني شرهم وينصركم عليهم بكسر الجيم على المشهور وبفتحها في لغة، والمعنى فلا يعجز أحدكم من الشغل بالسهم بل ينبغي أن يهتموا بشأنه بأن يتعلموا ويتمرنوا على ذلك (تخريجه) (م. وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف وسريج قال ثنا ابن وهب قال سريج عن عمرو بن الحارث عن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبة) كرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد والترغيب في تعلمه وإعداد آلاته، قال القرطبي إثما فسر القوة بالرمي وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو وأسهل مؤنة (تخريجه) (م. وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام عن يحيى بن كثير قال ثنا أبو سلام عن عبد الله الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي يصنعه بدون أجرة إن كان غنيا عنها فإن كان غنيا عنها: فإن كان فقيرا وصنعه بأجرة يتعفف بها عن سؤال الناس: أو يعول بها قرابته مع صلاح النية فهو ملحق بالمحتسب بضم الميم الأولى وكسر الثانية وتشديد المهملة أي الذي يعطيه للمجاهد ويجهزه به من ماله إمدادا له وتقوية ويؤيد ذلك ما جاء في رواية أخرى للإمام أحمد والبيهقي بلفظ (والذي يجهز به في سبيل الله) بدل قوله هنا والممد به أي أجمعوا بين الرمي والركوب أو تعلموا بالرمي والركوب بتأديب الفرس وتمرين ركوبه، لأن في الرمي نكاية العدو في كل موطن يقوم فيه القتال، بخلاف الخيل فإنها لا تقاتل إلا في المواطن التي يمكن فيها الجولان أي لا خير فيه أي وإن كانت على صورة اللهو فهي طاعات مقربة إلى الله عز وجل مع ما يترتب على ذلك من النفع الديني معناه على صورة اللهو فهي طاعات مقربة إلى الله عز وجل مع ما يترتب على ذلك من النفع الديني معناه أن علم الرمي نعمة أنعم الله بها على عبده، فإذا نسيه بعد ما علمه فقد كفر هذه النعمة أي جحدها، وهو تعليل لجواب الشرط المقدر وتقديره فليس منا كما في رواية، أو فقد عصى لأنها نعمة كفرها، وأصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه

<<  <  ج: ص:  >  >>