للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٠٠ -

قول الله تعالى في الحديث القدسي يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي الخ

-----

في ملاء من الملائكة أو في ملاء خير منهم وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول، قال قتادة فالله تعالى؟ أسرع بالمغفرة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا مع عبدي حين يذكرني (وفي لفظ أنا عند حسن ظنه عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني) فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي الحديث (عن عائشة رضي الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يذكر الله عز وجل


من معانيها الذات والله تعالى له ذات حقيقية، وهو المراد بقوله في الحديث (في نفسي) ومنها الغيب، وهو أحد الأقوال في قوله عز وجل (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) قال ابن عباس تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، والمراد بذكر الله تعالى لعبده في نفسه إثباته بما لا يطلع عليه أحد من خلقه وعبر عن ذلك بالذكر مشاكلة، فهو كقوله تعالى (فاذكروني أذكركم) الآية والمراد بذكر العبد ربه في نفسه الذكر الشفاهي على جهة السر دون الجهر والله أعلم بفتح الميم واللام مهموز أي في جماعة جهرا هم الملأ الأعلى لا يلزم من ذلك تفضيل الملائكة على بني آدم لاحتمال أن يكون المراد بالملأ الذين هم خير من ملأ الذاكرين الأنبياء والشهداء فلم ينحصر ذلك في الملائكة بكسر الشين المعجمة أي مقدار شبر (وقوله دنوت منك ذراعا) بكسر الذال المعجمة أي بقدر ذراع أي بقدر باع وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره قال النووي وهذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره، قال ومعناه من تقرب إلى بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زادت، فإن أتاني يمشي أتيته هرولة، أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه والله أعلم (تخريجه) (خ. والطيالسي) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية وابن نمير قالا حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة) قال العلماء هي معنية خصوصية أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة فهي غير المعية المعلومة من قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) فإن معناها المعية بالعلم والإحاطة هذا اللفظ لابن نمير (بضم النون وفتح الميم مصغرا) اسمه عبد الله: وهو أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، يعني أنه زاد في روايته (أنا عند ظن عبدي بي) وقد جاءت هذه الزيادة عند الشيخين أيضا، ومعناه إرجاء وتأميل العفو، وتقدم الكلام على ذلك مستوفى في باب حسن الظن بالله في الجزء السابع صحيفة ٣٩ من كتاب الجنائز فارجع إليه الحديث بقيته= وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملاء هم خير منهم، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا، وإن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا فإن أتاني يمشي أتيته هرولة، وتقدم شرحه في الحديث السابق (تخريجه) (ق مذ) (سنده) حدثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>