فضل الإكثار من الذكر وقوله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون
-----
رجل يمشي طريقا فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله إلا كان عليه ترة (عن عبد الله بن بسر) رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيان فقال أحدهما من خير الرجال يا محمد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم من طال عمره وحسن عمله، وقال الآخر إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع، قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل (عن سهل بن معاذ) بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله فقال أي الجهاد أفضل أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، قال فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا فقال أبو بكر رضي الله عنه يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل (عن أب سعيد الخدري) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون
جاء في الأصل بعد هذه الجملة قال أبي ثنا روح قال ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث ولم يقل إذا أوى إلى فراشه (تخريجه) (د نس حب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي عياش ثنا حسان بن نوح عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر (بضم الموحدة وسكون المهملة) الخ (غريبة) يريد أن شعب الإسلام وخصاله الفاضلة الدالة على صدق إسلام فاعلها تعددت وبلغت حد الكثرة التي عجزنا عن العمل بجميعها وتحيرنا في اختيار الأفضل منها لجهلنا بذلك: فدلنا على باب جامع من الشرائع يكون عمله قليلا وأجره كثيرا نتمسك بع ونواظب عليه معناه داوم على الذكر باللسان والجنان في سائر الأحوال حتى أنه لا يزال لسانك رطبا الخ، وهذا يختلف بإختلاف الناس وأحوالهم وقوة إيمانهم وطاقتهم، وهو يفيد الحث على كثرة الذكر وعدم الغفلة عنه قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) الآية (تخريجه) (مذ جه ك حب ش) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ الخ (غريبة) معناه أي المجاهدين أفضل كما يدل على ذلك سياق الحديث أي نعم، وقد استدل بهذا على أن أفضل عباد الله أكثرهم له ذكرا وأن كل عمل يصحبه الذكر يكون أفضل من غيره العاري عن الذكر (تخريجه) (د طب) وفيه ابن لهيعة وزبان (بفتح الزاي وتشديد الموحدة) ابن فايد كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخ (غريبة) أي حتى يقول الغافلون عن الذكر: أو حتى يقول الذين لا رغبة لهم في الذكر، أو المنافقون، ويدخل المنافقون في هذا دخولا أوليا، وقد استدل بهذا الحديث على جواز الجهر