(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال:/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون، قالوا ومن المفردون؟ قال الذين يهترون في ذكر الله
(باب ما جاء في فضل حلق الذكر ومجالسه في المساجد)
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر
بالذكر، ويؤيده حديث (من ذكرني في ملأ) وتقدم في الباب السابق، ويمكن أن يكون سبب نسبتهم الجنون إليه ما يرونه من إدامة واشتغاله بطاعة الله عز وجل، وكثيرا ما يرى من لا شغل له بالطاعات أو من هو مشتغل بمعاصي الله يظهر السخرية بأهل الطاعات والاستهزاء بهم، لأنه قد طبع على قلبه وصار في عداد المخذولين، وقد حصل مثل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستهزأ به الكفار ونسبوه إلى الجنون: فأبره الله مما قالوا ونصره عليهم أذاهم وكف أذاهم عنه قال تعالى (إن كفيناك المستهزئين) الآية (تخريجه) حب عل طب ك هب) وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى وفي إسناده دراج ضعفه جمع وبقية رجال أحمد ثقات اهـ (قلت) صححه الحافظ في أماليه، وصححه السيوطي في الجامع الصغير، وذلك لأنه دراجا غير متفق على ضعفه فقد وثقه جماعة من الحفاظ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا علي يعني ابن المبارك عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن ابن يعقوب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) بتشديد الراء وتخفيفها مكسورة، قال النووي والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد اهـ وعناه المنفردون المعتزلون عن الناس بذكر الله وعبادته بضم أوله وسكون ثانية وفتح التاء المثناة فوق ومعناه الذين يولعون بذكر الله ولا يتحدثون بغير، قاله جمع من العلماء، وجاء في رواية لمسلم قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي ورواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضا (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا محمد حدثني أبي عن أنس بن مالك الخ (غريبة) جمع روضة وهو الموضع المشتمل على النبات المعجب (بضم الميم وكسر الجيم) بالزهور الرتع هو الأكل والشرب في خصب وسعة، وأراد برياض الجنة ذكر الله عز وجل وشبه الخوض فيه بالرتع بكسر الحاء المهملة وفتح اللام جمع حلقه كقصعة وقصع، وهي الجماعة من الناس مستعدون كحلقة الباب وغيره (ومعنى الحديث) إذا مررتم بحلق الذكر فادخلوا فيها لتنالوا الأجر العظيم والفوز بجنات النعيم، ففيه الحث على الذكر ومشاركة أهله فيه، وإطلاق الذكر هنا يشمل ما يذكر بالله عز وجل من قراءة قرآن ومدارسة علم وتسبيح وتهليل ونحو ذلك، ولا سيما وقد فسرت رياض الجنة في حديث ابن عباس بمجالس العلم رواه الطبراني، وفسرت في حديث أبي هريرة بالمساجد رواه الترمذي، وفسرت في حديث