للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٢٠٥ -

فضل حلق الذكر في المساجد ومباهات الله عز وجل بهم الملائكة

-----

(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذاك، قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال ما أجلسكم؟ قالوا نذكر الله عز وجل ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن علينا بك، قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال أما إني أستحلفكم تهمة لكم، وإنه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة (وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عز وجل يوم القيامة سيعلم أهل الجمع من أهمل الكرم، فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال مجالس الذكر في المساجد


الباب بحلق الذكر، ولا مانع من إرادة الكل وأنه إنما ذكر في كل حديث بعضا، لأنه خرج جوابا عن سؤال معين، فرأى أن الأولى بحال السائل هنا حلق الذكر، وثم مجالس العلم والله أعلم (تخريجه) (مذ) البيهقي في شعب الإيمان، وقال الترمذي حسن غريب، وقال المناوي شواهده ترتقي إلى الصحة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن بحر قال حدثني مرحوم بن عبد العزيز قال حدثني أبو نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبة) بالمد والجر وما هذه نافية، قال السيد جمال الدين قيل الصواب بالجر لقول المحقق الشريف في حاشيته همزة الاستفهام وقعت بدلا عن حرف القسم ويجب الجر معها اهـ قال النووي هي بفتح الهاء وإسكانها (يعني مع ضم التاء الفوقية) من الوهم والتاء بدل من الواو، واتهمته به إذا ظننت به ذلك (وقوله وما كان لأحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ) يريد أنه كان له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان محرما لأم حبيبة أخته إحدى أمهات المؤمنين، ولكونه كان من كتبة الوحي، وما كان أحد بهذه المنزلة أقل حديثا منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل البهاء الحسن والجمال وفلان يباهي بماله أي يفخر، والمعنى أن الله عز وجل يظهر فضل الذاكرين لملائكته ويريهم حسن عملهم ويثني عليهم عندهم (تخريجه) (م نس مذ) (سنده) حدثنا عبد اله حدثني أبي ثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عز وجل الخ (غريبة) جاء في رواية سيعلم أهل الجمع اليوم الخ، والمراد بأهل الخلائق المجتمعون يوم القيامة (وقوله من أهل الكرم) يعني أهل الكرامة الذين يكرمهم الله عز وجل في ذلك اليوم على رؤوس الملأ ويخصهم بمزيد نعمه وإحسانه يعني أصحاب مجالس الذكر في المساجد وخص المساجد بالذكر لكونها محل العبادة: والذكر من أفضل العبادات فهو فيها أفضل منه في غيرها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد بإسنا دين وأحدهما حسن وأبو يعلى كذلك اهـ (قلت)

<<  <  ج: ص:  >  >>