للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرفعه يُرفع (١) إليه عمل الليل بالنهار وعمل النهار بالليل، (وعنه من طريق آخر) (٢) قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، حجابه النار (٣) لو كشفها لأحرقت سبحات (٤) وجهه كل شيء أدركه بصره ثم قرأ أبو عبيدة [فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ]

(١١) (٥) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -


أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه يقللها لمن يشاء ويكثرها لمن يشاء كمن بيده الميزان يخفض تارة ويرفع أخرى وهذا تمثيل، وقيل المراد به الزرق خفضه تقليله، ورفعه تكثيره، وقيل غير ذلك.
(١) يرفع الخ على صيغة المجهول يعني ترفع الملائكة الحفظة إليه عمل الليل في أول النهار الذي بعده وعمل النهار في أول الليل الذي بعده فإنهم يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار؛ ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل والله أعلم.
(٢) سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا المسعودي عن عمر بن مرة به.
(٣) حجابه النار وفي رواية عند مسلم حجابه النور وفي أخرى النار كما هنا، والحجاب أصله في اللغة المنع والستر وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة، والله تعالى منزه عن الجسم والحد، فالمراد هنا المانع من رؤيته وسمي ذلك المانع نوراً أو ناراً لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما.
(٤) "السبحات" بضم السين والباء ورفع التاء في آخره جمع سبحة بضم السين، قال جميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين معنى سبحات وجهه نوره وجلاله وبهاؤه، (والمراد بما انتهى إليه بصره من خلقه) جميع المخلوقات لأن بصره سبحانه وتعالى محيط بجميع الكائنات ولفظة (من) لبيان الجنس لا للتبعيض والتقدير أو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نوراً أو ناراً ولو تجلى لخلقه لأحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته قاله النووي (تخريجه) (م جه)
(١١) وعن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد عن

<<  <  ج: ص:  >  >>