للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[فضل رعي الغنم وبركتها]-

مربه وهو يغرس غرسا بدمشق فقاله أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم؟ (١) فقال لا تعجل علىّ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله عز وجل إلا كان له صدقة. (عن خلاد بن السائب) (٢) عن أبيه قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من زرع زرعا فأكل منه الطير أو العافية (٣) كان له به صدقة.

(باب ما جاء في اتخاذ الغنم وبركتها ورعيها). (عن أم هاني) (٤) بنت أبي طالب قال لها النبي صلَّى الله عليه وسلم اتخذي غنما (٥) يا أم هاني فإنها تروح بخير وتغدو بخير (٦) (عن وهب بن كيسان) (٧) قال مر أبي على أبي هريرة فقال أين تريد (٨) قال غنيمة لي قال نعم امسح رغامها (٩) وأطب مراحها وصل في جانب مراحها (١٠) فإنها من دواب الجنة وائتنس بها فإني سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول إنها أرض المطر قال يعني المدينة (١١).


مولى بني يزيد عن أبي الدرداء الخ (غريبه) (١) إنما اعترض الرجل على أبي الدرداء لما بلغه من الأخبار في ذم الدنيا وعمارتها، وعمل أبي الدرداء في نظره يخالف ذلك مع أنه من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وهم أولى الناس باتباعه وأشدهم تمسكا بأقواله وأفعاله، وقد أخطأ الرجل في نظره فان الغرس ليس من عمارة الدنيا المذمومة بل بالعكس كما دل عليه الحديث، وإنما المذموم من ذلك كل ما ألهى عن الآخرة وغرس الأمل في النفس كالتطاول في البنيان ونحو ذلك (تخريجه) (طب) وقال الهيثمي رجاله موثقون وفيهم كلام لا يضر اهـ (قلت) وحسنه الحافظ السيوطي. (٢) (سنده) حدّثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب الخ (غريبه) (٣) العافية هنا والعافي كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر وجمعها العوافي، وقد تقع العافية على الجماعة، يقال عفوته واعتفيته أي أتيته اطلب معروفه (تخريجه) (طب* (وحسنه الحافظ الهيثمي)
باب (٤) (سنده) حدّثنا إبراهيم بن خالد قال حدثني رباح عن معمر عن أبي عثمان الجحشي عن موسى أو فلان بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أم هاني الخ (غريبه) أم هاني بنون مكسورة وهمزة اسمها فأخته أو هند بنت أبي طالب أخت على لها صحبة ورواية، أسلمت يوم الفتح وهرب زوجها هبيرة بن عمرو والمخزومي إلى نجران (٥) الغنم محركة، الشاة لا واحد لها من لفظها الواحدة شاة اسم مؤنث للجنس يقع على الذكر والانثى (٦) أي تمسي بخير وتصبح بخير وهو ما تنتجه من اللبن (وفي لفظ فإنها بركة) أي خير ونماء لسرعة نتاجها وكثرته لأنها تنتج في العام مرتين وتلد الواحد والاثنين ويؤكل منها ما شاء الله ويمتلئ منها وجه الأرض (تخريجه) (جه طب هق. وابن جرير) ورجاله ثقات (٧) (سنده) حدّثنا يحيى ثنا ابن عجلان حدثني وهب بن كيسان قال مر أبي الخ (غريبه) (٨) يعني فقال له أبو هريرة أين تريد (قال غنيمة) بالنصب مفعول لفعل محذوف أي أريد غنيمة لي بالتصغير يعني غنما قليلة خارج المدينة، قال أبو هريرة نعم أي صدقت: فنعم هنا تصديق للخبر (٩) بفتح الراء فسر في بعض الروايات بالمخاط وهو ما يسيل من الانف، ويحتمل أن يون أراد مسح التراب عنها رعاية لها واصلاحا لشأنها لان الأصل في الرغام التراب (وقوله واطب مراحها) بضم الميم مكان راحتها ونومها أي نظفه (١٠) أي لتكون متصلا بها خوفا عليها من السباع (١١) فيه تبرير وتعليل لخروج

<<  <  ج: ص:  >  >>