للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما من نبي إلا رعى الغنم]-

(عن أبي سعيد الخدري) (١) عن النبي صلَّى الله عليه وسلم يوشك (٢) أن يكون خير مال الرجل المسلم غنمٌ يتبع بها شعف (٣) الجبال ومواقع القطر (٤) يفر بدينه من الفتن (٥) (عن جابر ابن عبد الله) (٦) قال كنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم تجتني الكباث (٧) فقال عليكم بالأسود منه فأنه أطيب قال قلنا وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟ قال نعم (٨) وهل من نبي إلا قد رعاها (عن أبي سعيد الخدري) (٩) قال افتخر أهل الابل والغنم عند النبي صلَّى الله عليه وسلم فقال النبي صلَّى الله عليه وسلم الفخر (١٠) والخيلاء في أهل الابل (١١) والسكينة والوقار في اهل الغنم، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنما على أهله وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد (١٢).


كيسان عن المدينة بغنمه لأن المدينة قليلة المطر لا ينبت بها كلأ ولا مرعى تصلح للغنم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم) والطبراني باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح (١) (سنده) حدّثنا سفيان عن ابن أبي صعصعة من الأنصار عن ابيه عن أبي سعيد الخ (غريبه) (٢) بكسر المعجمة وهي من أفعال المقاربة أي يقرب (وقوله أن يكون خير) بنصب خير خبر كان مقدما (ورفع غنم) اسمها مؤخرا ولا يضر كونه نكرة لأنه موصوف بجملة يتبع (وقوله يتبع بتشديد التاء الفوقية افتعال من اتبع اتباعا، ويجوز اسكانها من تبع بكسر الموحدة يتبع بفتحها (٣) بشين معجمة فمهملة مفتوحتين جمع شعفة بالتحري، وهو بالنصب مفعول يتبع، ومعناه رءوس الجبال (٤) أي مواضع نزول المطر أي بطون الأودية والصحاري، وإنما خص الغنم بالذكر دون غيرها من الأموال لكونها أبعد من الشوائب المحرمة والشبهات المكروهة ولما فيها من السكينة والبركة وقد رعاها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (٥) أي يهرب بسبب دينه أو مع دينه من الفتن طلبا للسلامة لا لقصد دنيوي، فالعزلة عن الفتنة ممدوحة إلا لقادر على إزالتها فتجب الخلطة عينا أو كفاية بحسب الحال والإمكان (تخريجه) (خ نس)، (٦) (سنده) حدّثنا عثمان بن عمر ثنا يونس عن أبي سلمة عن جابر الخ (غريبه) (٧) بالتحري آخره مثلثة هو النضيج من ثمر الأراك وهو الأسود كما بينه النبي صلَّى الله عليه وسلم (٨) زاد البخاري من حديث أبي هريرة كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام احمد وسنده جيد ورواية البخاري تعضده، (٩) (سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخ (غريبه) (١٠) الفخر بالخاء المعجمة معروف ومنه الاعجاب بالنفس (والخيلاء) بضم المعجمة وفتح التحتانية والمد الكبر واحتقار الغير (١١) أي الذين تثر عندهم الابل ويتمولونها، قال الخطابي إنما ذمهم لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه على أمر دينهم وذلك يقضي إلى قسوة القلب (والسكينة) أي السكون (والوقار) والتواضع (في أهل الغنم) لأنهم غالبا دون أهل الابل في التوسع والكثرة وهما من أسباب الفخر والخيلاء، وعلى هذا فاتخاذ الغنم أولى من اتخاذ الابل، لان الابل تكسب خلقا مذموما والغنم تكسب خلقا محمودا (١٢) اسم موضع بأسفل مكة معروف من شعابها (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم بز) وفيه الحجاج بن أوطاة وهو مدلس اهـ (قلت) له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري يعضده

<<  <  ج: ص:  >  >>