-[قوله من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من قيح جهنم]-
باب فضل من أنظر معسرا أو وضع عنه
٣١٦ (ز)(عن عثمان ابن عفان)(١) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ٣١٧ أظل الله في ظله (٢) يوم لا ظل إلا ظله من أنظر معسرا (٣) أو ترك لغارم (٤) * (عن ابن عباس)(٥) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا فأوما (٦) أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض من أنظر معسرا أو وضع له (٧) وقاه الله من قيح (٨) جهنم، ألا أن عمل الجنة حزن (٩) بربوة ثلاثا، إلا أن عمل النار سهل (١٠) بشهوة، والسعيد من وقي الفتن (١١)، وما من جرعة أحب إلى من جرعة غيظ يكظمها (١٢) عبد، ما كظمها عبد لله إلا
قرئ بكسر اللام وإسكانها، وإتيان الألف بعد عين لأدعى جائز على قول من قال (ألم يأتيك والأنباء تنمى) وفي رواية لابن كثير أنه قرأ (إنه من يتقي ويصبر) بإثبات الياء التحتية وإسكان الراء وهي لغة أيضا، وحاصل معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم يعني بالأولوية النصرة أي أنا أتولى أمورهم بعد وفاتهم فأنصرهم فوق ما كان منهم لو عاشوا فإن تركوا شيئا من المال فأذب المستأكل من الظلمة من أن يحوم حوله فيخلص لورثتهم، وإن لم يتركوا وتركوا ضياعا وكلا من الأولاد فأنا كافلهم وإلى ملجؤهم ومأواهم، وإن تركوا دينا فعلى أداؤه (تخريجه) (ق نس جه) (باب) * (١) (ز سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني أبو يحيي البزار محمد بن عبد الرحيم ثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي ثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان بن عفان الخ (غريبه) (٢) أي ظل العرش على أرجح الأقوال وأضافته إلى الله عز وجل إضافة تشريف وقد جاء صريحا بأنه ظل العرش في حديث أبي هريرة وأبي اليسر (بفتحتين) الآتيين في آخر هذا الباب (٣) أي أمهل مديونا فقيرا إلى ميسرته (٤) الغارم الذي يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه، ومن استدان لغير معصية وليس عنده ما يفي بالدين، والمراد بالترك هنا ترك كل الدين إن عجز عنه أو بعضه إن عجز عن البعض قال تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة. وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) (تخريجه) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد علي مسند أبيه ولم أقف على من أخرجه غيره: وفي إسناده العباس بن الفضل الأنصاري نزيل الموصل وقاضيها في زمن الرشيد متروك واتهمه أبو زرعة، وقال ابن حبان حديثه عن البصريين أرجأ من حديثه عن الكوفيين أهـ (قلت) يؤيده حديثا أبي هريرة وأبي زرعة الآتيين (٦) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا نوح بن جعونة السلمي خراساني عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن ابن عباس الخ (غريبه) (٦) أي أشار، وأبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن يزيد شيخ الإمام أحمد (٧) أي ترك له كل الدين أو بعضه كما تقدم (٨) الفيح سطوع الحر وشدته وفور أنه (٩) بفتح المهملة وسكون الزاي هو ما غلظ من الأرض وخشن منها (والربوة) المكان المرتفع، والمعنى أن العمل الموصل إلى الجنة كتجرع الصبر على المصائب وإسباغ الطهر في الشتاء ونحو ذلك شاق على النفس كما يشق على الزارع حرث الأرض الغليظة الصلبة المرتفعة (١٠) أي سهل على النفس لأنه يلائمها وتشتهيه كالزنا وشرب الخمر ونحو ذلك، وفي معناه قوله صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره. وحفت النار بالشهوات رواه (ق حم) (١١) الفتن جمع فتنة والمراد هنا المحنة والابتلاء في الدين (١٢) شبه جرع غيظه ورده إلى باطنه بتجرع