للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[القاضي العالم المجتهد يثاب على حكمه سواء أصاب أو أخطأ]-

فأخطأت فلك حسنة (١) (وعن عقبة بن عامر) (٢) عن النبي (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم) مثله (٣) غير أنه قال فإن اجتهدت فأصبت القضاء فلك القضاء فلك عشرة أجور (٤)، وإن اجتهدت فأخطأت فلك أجر واحد (عن عبد الله بن عمرو) (٥) أن خصمين اختصما إلى عمرو بن العاص فسخط المقضي عليه (٦) فأتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قضي القاضي فاجتهد (٧) فأصاب فله عشرة أجور وإذا اجتهد فأخطأ كان له أجر أو أجران (٨) (عن أبي قيس) (٩) مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران (١٠) وإذا حكم فاجتهد فاخطأ فله أجر: قال فحدثت بهذا الحديث (١١) أبا بكر


(١) قيل لم يكون الأجر للخطي؟ (وأجيب) لأجل اجتهاده في طلب الصواب لأعلى خطئه، قال ابن المنذر وإنما يؤجر الحاكم إذا أخطأ إذا كان عالمًا بالاجتهاد فاجتهد، فأما إذا لم يكن عالمًا فلا: واستدل بحديث (القضاة ثلاثة وفيه وقاض قضي وهو لا يعلم فهو في النار) أخرجه الأربعة من حديث بريدة (تخريجه) (قط ك) وصححه الحاكم وقال الذهبي فرج ضعفوه أهـ (قلت) في إسناده فرج بن فضالة وثقة الإمام أحمد في الشاميين وضعفه النسائي والدارقطني (خلاصة (٢) (سنده) حدّثنا هاشم قال ثنا الفرج عن ربيعة ابن يزيد عن عقبة بن عامر الخ (غريبة) (٣) جاء هذا الحديث في الأصل عقب الحديث السابق في مسند عمرو بن العاص وهذا الاختصار من الأصل أعنى قوله مثله يعني مثل الحديث السابق (٤) في الحديث السابق (فلك عشر حسنات) فهو مفسر لما هنا ويكون المراد بالأجور هنا الحسنات وبالأجر الحسنة الواحدة والله أعلم (تخريجه) (ك قط) ولفظه عند الدارقطني من طريق الفرج بن فضالة أيضًا عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عقبة بن عامر قال جاء خصمان إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يختصمان فقال لي قم يا عقبه اقض بينهما: قلت يا رسول الله أنت أولى بذلك مني، قال وإن كان، أقض بينهما فإن اجتهدت فأصبت فلك عشرة أجور وإن اجتهدت فأخطأت فلك أجر واحد، قال الحافظ في التلخيص رواه (ك قط) عن حديث عقبة بن عامر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بلفظ إذا اجتهد الحاكم فله أجر وإن أصاب فله عشرة أجور: وفيه فرج بن فضالة وهو ضعيف وتابعة ابن لهيعة بغير لفظه أهـ (٥) حدّثنا حسن ثنا بن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن سلمة بن أكسوم قال سمعت بن حجيرة يسأل القاسم بن البرحي (بفتح الموحدة وسكون الراء) كيف سمعت عبدا لله بن عمرو بن العاص يخبر قال سمعته يقول ن خصمين اختصما الخ (غريبة) (٦) أي لم يرض بحكمه (٧) معناه إذا أراد أن يقضي فاجتهد الخ ويقال مثله في الحديث التالي (إذا حكم الحاكم فاجتهد) أي إذا أراد أن يحكم فاجتهد لأن الحكم متأخر عن الاجتهاد فلا يجوز له الحكم قبله اتفاقًا فهو من باب قوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعد بالله الآية) وإصابة الحاكم مصادفته لما في نفس الأمر من حكم الله عز وجل، وهذا معني قوله فأصاب (٨) أو للشك من الراوي والمحفوظ أجر واحد (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) وفيه سلمة بن أكسوم ولم أجد من ترجمة بعلم أهـ (٩) (سنده) حدّثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث عن بس بن سعيد عن أبي سعيد عن أبي قيس الخ (غريبة) (١٠) جاء في الروايات السابقة عشرة أجور وفي هذه الروايات أجران وهي أصح لأنها ثابتة في الصحيحين، فإن صحت روايات الزيادة تحمل على من قويت عزيمته وخلصت نيته واستفرغ كل جهد في طلب الحق والله يضاعف لمن يشاء (١١) القائل فحدثت

<<  <  ج: ص:  >  >>