للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[وجوب الحكم بكتاب الله وسنه رسوله (صلى الله عليه وسلم)]-

ابن عمرو بن حزم قال هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة (عن معاذ بن جبل) (١) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين بعثه إلى اليمن فقال كيف تصنع إن عرض لك قضاء؟ قال أقضي بما في كتاب الله، قال فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال فسنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال فإن لم يكن في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال اجتهد رأيي لا ألو (٢) قال فضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدري ثم قال الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (عن على رضي الله عنه) (٣) قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن (يعني قاضيًا) وأنا حديث اليمن، قال قلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء، قال إن الله سيهتدي لسانك ويثبت قلبك قال فما شككت


بهذا الحديث الخ هو يزيد بن عبد الله أحد رجال السند وأبو بكر هو ابن محمد بن عمرو بن حزم نسبة في هذه الرواية إلى جده (تخريجه) (ق فع، والأربعة وغيرهم) وقد أشار الشيخان إلى حديث أبي هريرة كما هنا، وقد صرح بلفظ (نس قذ قط) عن أبي هريرة قلت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد) وهذا لفظ الترمذي وقال حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه (١) (سنده) حدّثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص عن معاذ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخ (غريبة) (٣) لا ألو بمد الهمزة أي لا أقصر في الاجتهاد قال الخطابي لم يرد به الرأي الذي يسنح له من قبل نفسه أو يخطر بباله على غير أصل من كتاب أو سنة بل أراد رد القضية إلى معني الكتاب والسنة من طريق القياس، وفي هذا إثبات للحكم بالقياس كذا في المرقاة (تخريجه) (د مذ قط) وقال الترمذي هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسنادي عندي بمتصل وأبو عون الثقفي اسمه محمد ابن عبيد الله أهـ (قلت) محمد بن عبيد الله أبو عون الثقفي وثقة الحافظ في التقريب وتكلم كثير من الحفاظ على هذا الحديث بعدم الصحة وأحسن ما قيل فيه قول الحافظ بن القيم بعد ذكره في كتابة إعلام الموقعين (قال رحمة الله) هذا حديث وإن كان من غير مسمين فهم أصحاب معاذ، لا واحد منهم وهذا أبلغ في الشهرة من أن يكون عن واحد منهم لو سمي، كيف وشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفي، ولا يعرف في أصحابه متهم ولا كذاب ولا مجروح بل أصحاب من أفضال المسلين وخيارهم لا يشك أهل العلم بالنقل في ذلك، كيف وشعبة حامل لواء هذا الحديث، وقد قال بعض أئمة الحديث إذا رأيت شعبة في إسناد حديث فأشدد يديك به، قال أبو بكر الخطيب قد قيل أن عبادة بن نسي رواه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ وهذا إسناد متصل ورجاء معروفون بالثقة: على أن أهل العلم قد نقلوا واحتجوا به فوقفنا بذلك على صحته عندهم كما وقفنا على صحة قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا وصية لوارث) وقوله في البحر (هو الطهور ماؤه والحل ميتته وقوله (إذا اختلف المتبايعان والسلعة قائمة تحالفا وترادًا البيع) وقوله (الدبة على العاقلة) وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من جهة الإسناد، ولكن لما نقلها الكافة عن الكافة غنوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها فكذلك حديث معاذ لما احتجوا به جميعًا غنوا عن طلب الإسناد أهـ (٣) (سنده) حدّثنا يحيي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري عن على الخ (تخريجه) (د جه حب بزك) والطيالسي وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه الترمذي

<<  <  ج: ص:  >  >>