الغار فقال اقتلوها فتبادرناها فسبقتنا فقال أنها وقيت شركم كما وقيتم شرها (عن ابن عباس)(١) قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم من ترك الحيات مخافة طلبهن (٢) فليس منا، ما سلمناهن منذ حاربناهن (٣)(وعن أبي هريرة)(٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (عن ابن مسعود)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل حيةً فله سبع حسنات ومن قتل وزغًا (٦) فله حسنة، ومن ترك حيةً مخافة عاقبتها (٧) فليس منا (عن أبي الأحوص الجشمي)(٨) قال بينا ابن مسعود يخطب ذات يومٍ فإذا هو بحيةٍ تمشي على الجدار فقطع خطبته ثم ضربها بقضيبه أو بقصبة قال يونس (٩) بقضيبه
التأنيث وهو مقابل ثيير وهو الذي كان يتعبد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار فيه قبل الرسالة (تخريجه) (ق وغيرها) (١) (سنده) حدثنا ابن نمير ثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير قال سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ترك الحيات الخ (غريبه) (٢) أي مخافة انتقامهن وحقدهن (وقوله فليس منا) أي ليس عاملا بسنتنا ولا مقتديا بها (٣) أي ما شرع الله تعالى لنا محبتهن وما نسخ عداوتهن منذ شرع لنا ذلك فأمرنا بقتلهن، قيل سبب العداوة بين الحية وبني آدم أنها شاركت إبليس في ضرر آدم وبنيه وتظأهرت معه فكانت سببا لأهباطه إلى الأرض بعد أن كان في الجنة، فالعداوة بينها وبين آدم وذريته متأصلة متأكدة لا تبقى في ضررهم غاية فليس لها حرمة ولا ذمة، وقد جاء بها مش المنذري قال يحيى بن أيوب سأل أحمد بن صالح عن تفسير (ما سالمنأهن منذ حاربنأهن) متى كانت العداوة؟ قال حين أخرج آدم من الجنة قال تعالى (أهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو) قال هم قالوا آدم وحواء وإبليس والحية قال والذي صح أنهم الثلاثة فقط بإسقاط الحية (تخريجه) (د) قال المنذري لم يجزم موسى بن مسلم الراوي عن عكرمة بأن عكرمة رفعه أه (قلت) سيأتي في آخر الباب عن ابن عباس أيضا مرفوعا وسنده هنا وهناك صحيح (٤) (سنده) حدثنا صفوان ثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحيات ما سالمنأهن منذ حاربنأهن فمن ترك شيئا خيفتهن فليس منا (تخريجه) (د حب) وسنده جيد (٥) (سنده) حدثنا أسباط قال ثنا الشيباني عن المسبب بن رافع عن ابن مسعود الخ (غريبه) (٦) بفتح الواو والزاي بعدها غين معجمة هو سام أبرص، قال الزنحشري سمي وزغا لخفته وسرعة حركته يقال لفلان وزغ أي رعشة، وهو من وزغ الجنين في البطن توزيغا إذا تحرك أه (٧) أي ما ينشأ من الضرر بسبب قتلها، وذلك أنهم كانوا في الجأهلية يعتقدون أن الحية إذا قتلت جاء صاحبها أي زوجها إن كان المقتول أنثى أو صاحبته إن كان المقتول ذكراً للأخذ بثأره والانتقام له ممن قتله فأبطل الإسلام هذه العقيدة بالحث على قتل الحيات وعدم الخوف منهن، وقد جاء ما يشير إلى ذلك في رواية لأبي داود والنسائي من حديث ابن مسعود أيضا مرفوعا بلفظ (اقتلوا الحيات كلهن فمن خاف ثأرهن ليس منى) أي ليس على سنتي وكذلك قوله في حديث الباب فليس منا أي ليس على سنتنا والله أعلم (تخريجه) أورد الهيثمي وقال روأه (حم طب) ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن المسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود أه (قلت) يعضده حديث أبي داود وأقره أبو داود والمنذري (٨) حدثنا عبد الله بن يزيد ويونس قالا ثنا داود يعني ابن أبي الفرات عن محمد بن يزيد عن أبي الأعين العبدي عن أبي الأحوص الخ (غريبه) (٩) هو ابن محمد بن مسلم البغدادي أحد الراويين الذين روى