للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة]-

ذهبت النبوة (١) وبقيت المبشرات (عن أبي هريرة) (٢) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة (عن أبي الطفيل) (٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي إلا المبشرات، قال قيل وما المبشرات يا رسول الله؟ قال الرؤيا الحسنة أو قال الرؤيا الصالحة (باب رؤيا المؤمن جزء من أجزاء من النبوة) (عن وكيع بن عدس) (٤) عن عمه أبي رزين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال الرؤيا معلقة برجل طائر (٥) ما لم يحدث بها صاحبها، فإذا حدث بها وقعت، ولا تحدثوا بها إلا عالمًا (٦) أو ناصحًا أو لبيبًا، والرؤيا الصالحة جزء من أربعين (٧) جزءًا من النبوة


الكعبية الخ (غريبه) (١) أي ستذهب بوفاته صلى الله عليه وسلم فإنه خاتم النبيين لا نبي بعده (وبقيت المبشرات) أي الصالحات من الرؤيا (تخريجه) (جه) وصححه ابن خزيمة وابن حيان، وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه إسناده صحيح ورجاله ثقات (٢) (سنده) حدثنا روح وأبو المنذر قال ثنا مالك عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر ابن صعصعة بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (لك دنس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (٣) (سنده) حدثنا يونس بن محمد ثنا حماد يعني ابن زيد ثنا عثمان بن عبيد الراسي قال سمعت أبا الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (باب) (٤) (سنده) حدثنا بهز قال ثنا حماد بن سلمه عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس الخ (قلت) عدس بمهملات بضم أوله وثانيه (غريبه) (٥) هذا مثل في عدم تقرر الشيء أي لا تستقر الرؤيا قرارًا كالشيء المعلق على رجل طائر ذكره ابن الملك، فالمعنى أنها كالشيء المعلق برجل الطائر لا استقرار لها، قال في النهاية أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت فكيف يكون ما على رجله (ما لم يحدث) أي ما لم يتكلم المؤمن أو الرائي (بها) أي بتلك الرؤيا وتعبيرها (فإذا حدث بها وقعت) أي تلك الرؤيا بمعنى أنه يلحق الرائي أو المرئي له حكمها (٦) أي ذا علم بالتعبير فإنه يخبرك بحقيقة حالها أو بأقرب ما يعلم منه (أو ناصحًا) أو للتنويع أي حبيبًا مخلصًا لا يقع لك في قلبه إلا كل خير ولا يعبر لك إلا بما يسرك (أو لبيبًا) أي عاقلًا لا يقول إلا بفكر بليغ ونظر صحيح فهو إما يعبر بالمحبوب أو يسكت عن المكروه (٧) هكذا جاء في هذه الرواية عند الإمام أحمد والترمذي، ووقع في شرح مسلم للنووي في رواية عبادة (من أربع وعشرين) ولابن النجار عن ابن عمر (من خمس وعشرين) وجاء عند ابن عبد البر عن ثابت عن أنس جزء (من ستة وعشرين) ولابن جرير عن عبادة جزء (من أربعة وأربعين) وفي مسلم من حديث أبي هريرة (جزء من خمسة وأربعين) ومن حديث أنس عن (ق حم لك وغيرهم) (من ستة وأربعين) وللإمام أحمد عن ابن عمرو (جزء من تسعة وأربعين) وعند ابن جرير عن ابن عباس (جزء من خمسين) وعند (م حم) عن ابن عمر (جزء من سبعين) وللطبراني عنه (من ستة وسبعين) وسنده ضعيف: فالجملة إحدى عشرة رواية والمشهور (ستة وأربعين) وهو ما في أكثر الأحاديث (قال الحافظ) ويمكن الجواب عن اختلاف الأعداد بأنه بحسب الوقت الذي حدث فيه صلى الله عليه وسلم بذلك كأن يكون لما أكمل ثلاث عشرة سنة بعد مجيء الوحي إليه حدث بأن الرؤيا جزء من

<<  <  ج: ص:  >  >>