-[رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة]-
(عن جابر بن عبد الله)(١) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول رؤيا الرجل المؤمن جزء من النبوة (عن عبادة بن الصامت)(٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (عن أنس بن مالك)(٣) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة (٤) من الرجل الصالح (٥) جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (عن أبي هريرة)(٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن عبد الله بن عمرو)(٧) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن هي جزء من تسعة وأربعين جزءًا من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها (٨) ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه
ستة وعشرين إن ثبت الخبر بذلك، وذلك وقت الهجرة، ولما أكمل عشرين حدث بأربعين، ولما أكمل اثنين وعشرين حدث بأربعة وأربعين، ثم بعدها بخمسة وأربعين ثم حدث بستة وأربعين في آخر حياته وما عدا ذلك من الروايات فضعيف، ورواية خمسين يحتمل جبر الكسر والسبعين للمبالغة، وعبر بالنبوة دون الرسالة لأنها تزيد بالتبليغ بخلاف النبوة فاطلاع على بعض الغيب وكذلك الرؤيا (وكونها جزء من النبوة) جاء على سبيل المجاز لا الحقيقة لأن النبوة انقطعت بموته صلى الله عليه وسلم وجزء النبوة لا يكون نبوة كما أن جزء الصلاة لا يكون صلاة نعم إن وقعت منه صلى الله عليه وسلم فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة (قال ابن العربي) أجزاء النبوة لا يعلم حقيقتها إلا ملك أو نبي وإنما القدر الذي أراد صلى الله عليه وسلم بيانه أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة في الجملة لأن فيها اطلاعًا على الغيب من وجه ما، وأما تفصيل النسبة فيختص بمعرفته درجة النبوة والله أعلم (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (١) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أخبرني جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف (٢) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق د مذ) (٣) (سنده) حدثنا روح ثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٤) أي الصادقة أو المبشرة احتمالان للباجي (٥) وكذا المرأة الصالحة اتفاقًا، حكاه ابن بطال والمراد غالب رؤيا الصالحين، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منه (تخريجه) (خ لك) (٦) (سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (تخريجه) (م لك. وغيرهما) (٧) (سنده) حدثنا حسن يعني الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو الخ (غريبه) (٨) أي فمن رأى خيرًا وبشرى فليخبر بها من يحب كما تقدم (ومن رأى سوى ذلك) أي شيئًا لا يسره (فإنما هو من الشيطان ليحزنه) معناه لما كان المؤمن محسودًا من الشيطان عدوًا له أراد الشيطان أن يكيده ويحزنه في كل وجه ويلبس عليه، فإذا رأى رؤيا صالحة صادقة خلطها ليفسد عليه بشراه، فإذا كان ذلك (فلينفث عن يساره الخ) والنفث بالثاء المثلثة من باب ضرب يكون من الفم شبيها بالنفخ معه شيء قليل من الريق أقل من التفل (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج وحديثهما حسن وفيهما ضعف وبقية رجاله ثقات