فلينفث عن يساره ثلاثًا وليسكت ولا يخبر بها أحدًا (عن ابن عباس)(١) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة (عن ابن عمر)(٢) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة، فمن رأى خيرًا فليحمد الله، ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه ولا يذكرهما (٣) فإنها لا تضره (باب أنواع الرؤيا وما يفعل من رأى ما يكره)(عن أبي هريرة)(٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الزمان (٥) لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا (٦) والرؤيا ثلاثة، الرؤيا الحسنة بشرى من الله عز وجل (٧) والرؤيا يحدث بها الرجل نفسه (٨) والرؤيا تحزين من الشيطان (٩) فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يحدث بها أحدًا وليقم فليصل (١٠) قال أبو هريرة يعجبني، القيد (١١) وأكره الغل، القيد ثبات في الدين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة
(١) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم وخلف بن الوليد قالا ثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بزطب) ورجاله رجال الصحيح (٢) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي انا سعيد بن عبد الرحمن عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (٣) تقدم نحو هذا من حديث عبد الله بن عمرو وتقدم الكلام عليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة (باب) (٤) (سنده) حدثنا عبد الرزاق انا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٥) أي عن اقتراب الساعة (٦) أي الذي هو أصدقكم حديثًا هو أصدقكم رؤيا (٧) أي إشارة إلى بشارة من الله تعالى للرائي أو المرئي له (٨) أي ما كان في اليقظة كأن يكون في أمر مهم أو عشق صورة فيرى ما يتعلق به من ذلك الأمر أو معشوقه في النوم وهذا لا عبرة به (٩) أي بأن يكدر عليه وقته فيريه في النوم أنه قطع رأسه مثلًا، قال البغوي أشار به إلى أنه ليس كل ما يراه النائم بصحيح ويجوز تعبيره، إنما الصحيح ما جاء به الملك (١٠) أي ما تيسر زاد في رواية (وليستعن بالله فإنه لن يضره) زاد الترمذي (وليتفل) أي يبصق وتقدم في حديث عبد الله بن عمرو (فلينفث عن يساره ثلاثًا) وتقدم شرحه هناك، قال النووي (وفي رواية) فليبصق عن يساره حين يهب من نومه ثلاث مرات (زاد في رواية) وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (فحاصله ثلاثة) إنه جاء فلينفث وفليبصق وفليتفل، وأكثر الروايات فلينفث، ولعل المراد بالجميع النفث وهو نفخ لطيف بلا ريق ويكون التفل والبصق محمولين عليه مجازًا فينبغي أن يجمع بين هذه الروايات ويعمل بها كلها، فإذا رأى ما يكرهه نفث عن يساره ثلاثًا قائلًا أعوذ بالله من الشيطان ومن شرها وليتحول إلى جنبه الآخر وليصل ركعتين فيكون قد عمل بجميع الروايات وإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث (١١) قال العلماء إنما احب القيد لأنه في الرجلين وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل، وأما الغل (بضم المعجمة) فموضعه العنق وهو صفة أهل النار قال الله تعالى (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالًا) قال المعبرون إذا رأى برجله قيدًا وهو في مسجد أو مشهد خير أو على حالة حسنة فهو دليل لثباته فيها ولو رأى نفسه مريضًا أو مسجونًا أو مسافرًا أو مكروبًا كان دليلًا لثباته فيها، قالوا ولو قارنه مكروه بأن يكون مع