للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما يفعل من رأى ما يكره- وأحسن أوقات الرؤيا]-

(عن أبي سعيد الخدري) (١) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، فإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد (٢) فإنها لا تضره (عن جابر بن عبد الله) (٣) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرها فليبزق عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (حدّثنا سفيان بن عيينة) (٤) عن الزهري عن أبي سلمة قال كنت أرى الرؤيا أعرى (٥) منها غير أني لا أن مَّل (٦) وفي رواية أن كنت لأرى الرؤيا تمرضني) حتى لقيت أبا قتادة رضي الله عنه فذكرت له ذلك فحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا من الله والحلم (٧) من الشيطان، فمن رأى رؤيا يكرها فلا يخبر بها وليتفل عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره، قال سفيان مرة أخرى فإنه لن يرى شيئًا يكرهه (وفي رواية وإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب (باب أحسن أوقات الرؤيا ووعيد من كذب في الرؤيا متعمدًا) (عن أبي سعيد الخدري) (٨) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الرؤيا بالأسحار (٩)


القيد غل غلب المكروه لأنها صفة المعذبين، وأما الغل فهو مذموم إذا كان في العتق، وقد يدل للولايات إذا كان معه قرائن كما أن كل وال يحشر مغلولًا حتى يطلقه عدله، فأما أن كان مغلول اليدين دون العنق فهو حسن ودليل لكفهما عن الشر، وقد يدل على بخلهما، وقد يدل على منع ما نواه من الأفعال والله أعلم (تخريجه) (ق مذجه) (١) (سنده) حدّثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر بن مضرعن ابن الهاد عن عبد الله ابن خباب عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٢) قال النووي سببه أنه ربما فسرها تفسيرًا مكروهًا على ظاهر صورتها وكان ذلك محتملًا فوقعت كذلك بتقدير الله تعالى فإن الرؤيا على رجل طائر ومعناه أنها إذا كانت محتملة وجهين ففسرت بأحدهما وقعت على قرب تلك الصفة، قالوا وقد يكون ظاهر الرؤيا مكروهًا ويفسر بمحبوب وعكسه وهذا معروف لأهله (تخريجه) (خ) (٣) (سنده) حدّثنا حجين ويونس قالا حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الخ (تخريجه) (م) (٤) (حدّثنا سفيان بن عيينة الخ) (غريبه) (٥) بضم الهمزة وإسكان العين وفتح الراء أي أحم لخوفي من ظاهرها في معرفتي، (٦) بضم الهمزة وفتح الزاي وتشديد الميم مفتوحة أي لا أغطي وألف في الثياب، يقال تزمل بثوبه إذا التف فيه (٧) بضم الحاء وإسكان اللام والفعل منه بفتح اللام (تخريجه) (ق د مذ)
(باب) (٨) (سنده) حدّثنا سريج ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٩) الأسحار جمع سحر بالتحريك وهو ما بين الفجرين وقال القونوي السحر زمان أواخر الليل واستقبال أوائل النهار اهـ، وإنما كان أصدق الرؤيا في وقت السحر لفضل الوقت بانتشار الرحمة فيه ولراحة القلب والبدن بالنوم وخروجها عن تعب الخواطر ومتى كان القلب أفرغ كان الوعي لما يلقي إليه أكثر، لأن الغالب حينئذٍ أن تكون الخواطر والدواعي مجتمعة ولأن المعدة خالية فلا تتصاعد منها الأبخرة المشوشة، ولأنها وقت نزول الملائكة للصلاة المشهودة (فإن قلت) هذا يعارضه خير الحاكم في تاريخه والديلمي بسند ضعيف عن جابر (أصدق الرؤيا ما كان نهارًا لأن الله عز وجل خصني بالوحي نهارًا) (قلت) إن صح الحديث يقال الرؤيا النهارية أصدق من

<<  <  ج: ص:  >  >>