للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل في النوم]-

حتى وجدت بردها بين ثديي، أو قال نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض (١) ثم قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال قلت نعم يختصمون في الكفارات (٢) والدرجات، قال وما الكفارات والدرجات؟ قال المكث في المساجد، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقل يا محمد إذا صليت اللهم إني أسألك الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبتضني إليك غير مفتون، قال والدرجات (٣) بذل الطعام وإنشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في النوم فقد رآني) (حدّثنا محمد بن جعفر) (٤) ثنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس رضي الله عنهما وكان يزيد يكتب المصاحف، قال فقلت لابن عباس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، قال ابن عباس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه (٥) فمن رآني في النوم فقد رآني (٦) فهل تستطيع أن تنعت (٧) لنا هذا الرجل الذي رأيت


المقربون والملأ هم الأشراف الذين يملئون المجالس والصدور عظمة وإجلالا وُصِفوا بالأعلى إما لعلو مكانهم، وإما لعلو مكانتهم عند الله تعالى واختصامهم، وإما عبارة عن تبادرهم إلى إثبات تلك الأعمال والصعود بها إلى السماء، وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها، وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل، وإنما سماء مخاصمة لأنه ورد مورد سؤال وجواب وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة، فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة عليه (١) أي لما أفاضه الله عز وجل عليه من العلم بتلطفه ووضع يده بين كتفيه وتقدم أننا نؤمن بذلك من غير تكييف ولا تشبيه (٢) أي لأنها تكفر الذنوب (٣) أي مما ترفع به الدرجات (تخريجه) (مذ) وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد الرزاق وعبد بن حميدو محمد بن نصر ورجاله عند الإمام أحمد رجال الصحيح ويؤيده حديث معاذ عند الإمام أحمد أيضا وتقدمت الإشارة إليه والله أعلم (باب) (٤) (حدّثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (٥) قال القاضي عياض قال بعض العلماء خص الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن رؤية الناس إياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم السلام بالمعجزة، وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده، قال وكذا حمى رؤيتهم نفسهم (٦) أي فليبشر بأنه رآني حقيقة أي حقيقتي كما هي فلم يتحد الشرط والجزاء وهو في معنى الأخبار، أي من رآني فأخبره بأن رؤيته حق ليست بأضغاث أحلامية ولا تخيلات شيطانية، ثم أردف ذلك بما هو تتميم للمعنى وتعليل المحكم فقال كما في رواية أخرى (فإن الشيطان لا يتمثل بي) أي لا ينبغي أن يتمثل في صورتي كما استحال تصوره بصورته يقظه (قال القاضي) عياض ويحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: (فقد رآني) أي فقد رآي الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي المراد به إذا رآه على صورته المعروفة له في حياته فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة اهـ قال النووي وهذا الذي قاله القاضي ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها (٧) أي تصف لنا هذا الرجل الذي رأيت صفة كاملة واضحة كما رأيته

<<  <  ج: ص:  >  >>