للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فسيراني في اليقظة وكلام العلماء في ذلك]-

قال قلت نعم، رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض، حسن المضحك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجهن قد ملئت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال عوف لا أدري ما كان مع هذا من النعت، قال فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا (١) (عن أبي هريرة) (٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني (وفي لفظ فقد رآى الحق) فإن الشيطان لا يتمثل بي (وفي رواية لا يتشبه بي) (وفي رواية) لا يتخيل بي (٣) فإن رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة (٤) (وعنه أيضا) (٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي، قال عاصم قال أبي فحدثيه ابن عباس (٦) فأخبرته أني قد رأيته، قال رأيته؟ قلت إي والله لقد رأيته، قال فذكرت الحسن ابن علي قال إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته، قال فقال ابن عباس أنه كان يشبهه (وعن أنس ابن مالك) (٧) مثل المرفوع منه (حدثنا يعقوب) (٨) حدثني بن أخي بن شهاب عن محمد بن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة (٩) لا يتمثل الشيطان بي: فقال أبو سلمة قال أبو قتادة


(١) يريد ابن عباس رضي الله عنه أنه أتى بصفاته صلى الله عليه وسلم كما كانت والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (٢) (سنده) حدّثنا محمد بن فضيل ثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٣) تقدم شرح هذه الروايات في الحديث الذي قبله (٤) تقدم شرح هذه الجملة في باب رؤيا المؤمن جزء من أجزاء من النبوة (تخريجه) (ق دجه) (٥) (سنده) حدّثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا عاصم بن كليب حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) يقول عاصم أحد رجال السند إن أباه كليب بن شهاب سمع هذا الحديث من ابن عباس فذكر لابن عباس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يشبه الحسن بن علي خصوصا في مشيته فصدقه ابن عباس وقال أنه (يعني الحسن) كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم (قلت) ويؤيد كلام ابن عباس ما رواه الإمام أحمد وغيره وسيأتي في كتاب المناقب عن أنس قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين (ق دجه) بدون قصة كليب (٧) (سنده) حدّثنا عفان ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا ثابت ثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي (تخريجه) (خ مذ) (٨) (حدّثنا يعقوب الخ) (غريبه) (٩) قال العلماء إن كان الواقع في نفس الأمر (فكأنما رآني) فهو كقوله صلى الله عليه وسلم فقد رآني أو فقد رأى الحق كما سبق تفسيره وإن كان (سيراني في اليقظة) ففيه أقوال (أحدها) المراد به أهل عصره، ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم لليقظة عيانا (والثاني) معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره (والثالث) يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك والله أعلم، قال الدماميني وهذه بشارة لرائيه بموته على الإسلام لأنه لا يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب منه إلا من

<<  <  ج: ص:  >  >>