(باب ما جاء في الأحمر)(عن محمد بن عمرو بن عطاء)(١) أن رجلا من بني حارثة حدثه أن رافع بن خديج رضي الله عنه حدثهم أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم للغداء قال علق كل رجل بخطام ناقته (٢) ثم أرسلها تهز في الشجر، قال ثم جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورحالنا على أباعرنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فرأى أكسية لنا فيها خيوط من عهن أحمر (٣) قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم (٤) قال فقمنا سراعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا فأخذنا الأكسية فنزعناها منها (عن عثمان بن محمد عن رافع بن خديج)(٥) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى حمرة قد ظهرت فكرهها فلما مات رافع بن خديج جعلوا على سريره قطيفة حمراء فعجب الناس من ذلك (٦)(حدثنا يحيى بن أبي بكير)(٧) حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق قال سمعت البراء (٨) رضى الله عنه يقول ما رأيت أحدا من خلق الله أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن جمته (٩) لتضرب إلى منكبيه قال ابن أبي بكير (١٠) لتضرب قريبا من منكبيه (١١) وقد سمعته يحدث به مرارا (١٢)
الحديث بمعنى هذا وقد قال البيهقي رادا لقول الشافعي أنه لم يحك أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الصفرة إلا ما قال علي نهاني ولا أقول نهاكم أن الأحاديث تدل على أن النهي على العموم ثم ذكر أحاديث، ثم قال بعد ذلك ولو بلغت هذه الأحاديث الشافعي رحمه الله لقال، بها ثم ذكر بإسناده ما صح عن الشافعي أنه قال إذا صح الحديث خلاف قولي فاعلموا بالحديث والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء الخ (غريبه) (٢) معناه أنه تركها ترعى في الشجر، والخطام هو الحبل الذي تقاد به الدابة (٣) أي صوف مصبوغ بالحمرة (٤) أي غلبكم أمرها وظهرت فيكم (تخريجه) (د) وفي إسناده رجل لم يسم (٥) (سنده) حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا عثمان بن محمد عن رافع بن خديج الخ (غريبه) (٦) إنما عجب الناس من وضعهم قطيفة حمراء على سرير رافع بن خديج وهو ميت والحال أنه روى كراهة الحمراء عن النبي صلى الله عليه وسلم (والقطيفة) كل ثوب له خمل (أي هدب) من أي شيء كان ويقال له الخميل والخميلة (ويجاب عن هذا) بأن هذه القطيفة صبغ غزلها ثم نسج، وما كان كذلك فلا كراهة فيه لأنه ثبت بالأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس حلة حمراء كما سيأتي في حديث البراء بن عازب وسيأتي الكلام عليه، أما المكروه فهو ما صبغ بعد النسج والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وسنده جيد (٧) (سنده) حدثنا أسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق وحدثنا يحيى بن أبي بكير الخ (غريبه) (٨) يعني ابن عازب رضي الله عنه (٩) الجمة بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين (١٠) يعني في روايته (١١) يعني بشحمة أذنيه كما في بعض الروايات، وفي رواية إلى أنصاف أذنيه وعاتقه، قيل كان ذلك لاختلاف الأوقات فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب وإذا قصره كانت إلى أنصاف أذنيه، وكان يقصر ويطول بحسب ذلك (١٢) الظاهر أن القائل (وقد سمعته يحدث به مرارا الخ هو يحيى بن أبي بكير والضمير يعود على إسرائيل والمعنى أن