-[التشديد في تحريم لبس خاتم الذهب للرجال وقصة خاتم البراء بن عازب]-
خاتما من فضة فكان يختم به ولا يلبسه (١)(عن محمد بن مالك)(٢) قال رأيت على البراء (بن عازب) رضي الله عنه خاتما من ذهب وكان الناس يقولون له لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال البراء بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه غنيمة يقسمها سي وخرثى (٣) فقال فقسمها حتى بقى هذا الخاتم، فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم ثم قال أي براء، فجئته حتى قعدت بين يديه فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعى (٤) ثم قال خذ ما كساك الله ورسوله، قال وكان البراء يقول كيف تأمروني أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البس ما كساك الله ورسوله (٥)(عن أبي سعيد الخدري)(٦) أن رجلا قدم من نجران (٧) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم ذهب (٨) فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأله عن شيء، فرجع الرجل إلى امرأته فحدثها فقالت أن لك لشأنا (٩) فارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إليه فالتقى خاتمه وجبة كانت عليه، فلما استأذن أذن له وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام، فقال يا رسول الله أعرضت عني قبل حين جئتك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك جئتني وفي يدك جمرة نار، فقال يا رسول الله لقد جئت إذا بحمر كثير، وكان قد قدم بحلي من البحرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ما جئت به غير مغن عنا شيئا إلا ما أغنت حجارة الحرة ولكنه متاع الحياة الدنيا (١٠) فقال الرجل فقلت
المبادرة إلى امتثال أمره ونهيه صلى الله عليه وسلم والاقتداء بأفعاله (١) الظاهر أنه كان لا يلبسه على الدوام فقد ثبت عند مسلم والإمام أحمد وغيرهما وسيأتي في حديث ابن عمر أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ورق فكان في يده ثم كان في يد أبي بكر الخ (تخريجه) (ق. والثلاثة) (٢) (سنده) حدّثنا أبو عبد الرحمن ثنا أبو رجاء ثنا محمد بن مالك الخ (غريبه) (٣) بضم الخاء المعجمة وكسر المثلثة بينهما راء ساكنة قال في النهاية الخرثي أثاث البيت ومتاعه (٤) الكرسوع بضم الكاف طرف رأس الزند مما يلي الخنصر (نه)) ٥) الظاهر أن هذا كان أول الأمر ثم نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم البراء بالنهي والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ومحمد ابن مالك مولى البر اء وثقه ابن حبان وأبو حاتم ولكن قال ابن حبان لم يسمع من البراء (قلت) قد وثقه وقال رأيت فصرح وبقية رجاله ثقات اهـ (٦) (سنده) حدثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن أبا التجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أن رجلا قدم من نجران الخ (غريبه) (٧) هي بفتح النون وسكون الجيم (قال النووي) وهي بلدة معروفة كانت منزلا للأنصار وهي بين مكة واليمن على نحو سبع مراحل من مكة اهـ (قلت) وجاء عند الطبراني عن أبي سعيد أيضا قال أقبل رجل من البحرين ولم يقل من نجران، قال ياقوت في معجمه البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند وقد عدها قوم من اليمن اهـ قلت والظاهر أن نجران بلد من بلاد البحرين فعبر بعض الرواة باسم القرية وعبر بعضهم باسم الإقليم (٨) زاد عند الطبراني (وجبة حرير) (٩) جاء عند الطبراني فقالت له (لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كره جبتك وخاتمك فألقهما فألقاهما، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام (١٠) زاد عند الطبراني (قال فما اتختم به؟ قال حلقة من ورق أو حديد أو صفر)