للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لا أراهما بعد، نساء كاسيات عاريات الخ]-

يخدمن نساء الأمم قبلكم (عن أبى هريرة) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان (٢) من أهل النار لاأراهما بعدُ، نساء كاسيات عاريات (٣) مائلات مميلات على رؤسهن مثل أسنمة البخت المائلة (٤) لايرين الجنة (٥) ولا يجدن ريحها ورجال معهم أسواط (٦) كأذناب البقر يضربون بها الناس (عن عطاء عن رجل من هذيل) (٧) قال رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما ومنزله فى الحل ومسجده فى الحرم (٨) قال فبينا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبى جهل متقلدة قوسا وهى تمشى مشية الرجل، فقال عبد الله من هذه؟ قال الهذلى فقلت هذه أم سعيد بنت أبى جبل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه


الإبل الخراسانية طوال الأعناق (والعجاف) بكسر العين المهملة جمع عجفاء وهى المهزولة، والمعنى أنهن يكرمن شعورهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها حتى تصير كعامة الرجل (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد والطبرانى فى الثلاثة ورجال احمد رجال الصجيح اهـ (قلت) وهذا الحديث وحديث أبى هريرة الذى بعده من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم فقد وقع كل ما وصفه ورأيناه بأعيننا فى زماننا نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن (١) (سنده) حدّثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٢) صنفان بكسر أوله (من أهل النار) أى نار جهنم (لاأراهما) أى لم يوجدا فى عصرى لطهارة ذلك العصر بل حدثا (بعد) بالبناء على الضم اى حدثا بعد ذلك العصر (٣) تقدم شرحه فى الحديث السابق (وقوله مائلات) بالهمز من الميل أى زائغات عن الطاعة (مميلات) يعلمن غيرهن الدخول فى مثل فعلهن، أو مائلات متبخترات فى مشيتهن مميلات اكتافهن واكفالهن، أو مائلات يتمشطن المشطة الميلاء مشطة البغايا، مميلات يرغبن غيرهن فى تلك المشطة ويفعلنها بهن، أو مائلات الرجال مميلات قلوبهن الى الفساد بهن يبدين من زينتهن (٤) تقدم شرحه فى الحديث السابق (٥) عند مسلم (لا يدخلن الجنة) أى مع الفائزين السابقين أو مطلقا ان استحللن ذلك (٦) جمع سوط (كأذناب البقر) تسمى فى ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة، وهى جلد طرفها مشدود عرضها كالأصبع (يضربون بها الناس) ممن اتهم فى شئ ليصدق فى اقراره، وقيل هم أعوان والى الشرطة المعروفون بالجلادين فاذا أمروا بالضرب تعدوا المشروع فى الصفة والمقدار، وقيل المراد بهم فى الحديث الطوافون على أبواب الظلمة ومعهم المقارع يطردون بها الناس، وكل ذلك حصل فى زماننا نسأل الله السلامة (تخريجه) (م) (٧) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق أخبرنا عمرو بن حوشب رجل صالح اخبرنى عمرو بن دينار عن عطاء عن رجل من هذيل الخ (غريبه) (٨) الظاهر من قوله (ومنزله فى الحل ومسجده في الحرم) انه كان إذ ذاك بمكة لأنه رضى الله عنه سكن مكة ومصر والطائف وفلسطين بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ولذلك اختلف فى أى هذه البلاد كانت وفاته كما يستفاد من التهذيب للنووى، واختلف أيضا فى الستة التى توفى فيها فقيل سنة ثلاث أو خمس أو سبع وستين رقال النووى) فى التهذيب وكان عمره اثنتين وسبعين سنة رضى الله عنه (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد، والهذلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، قالو رواه الطبرانى باختصار واسقط الهذلى المبهم فعلى هذا رجال الطبرانى كلهم ثقات، وذكره الحافظ فى الاصابة فى ترجمة أم سعيد بنت أبى جهل ونسبه لمسند الامام احمد والمعجم الكبير الطبرانى وقال رجاله ثقات الا الهذلى فانه لم يسم، وذكره الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير ورمز له بعلامة الصحة

<<  <  ج: ص:  >  >>