-[تعاطس اليهود عند النبي صلى الله عليه وسلم طمعا في قوله لهم يرحمكم الله]-
فقال السلام عليكم (١) فقال عليك وعلى أمك (٢) ثم سار فقال لعلك وجدت في نفسك؟ قال ما أردت أن تذكر أمى، قال لم أستطع إلا أن أقولها، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في سفر فعطس رجل فقال السلام عليك، فقال عليك وعلى أمك، ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل الحمد على كل حال، أو الحمد لله رب العالمين: وليقل له يرحمكم الله أو يرحمك الله شك يحيى (٣) وليقل يغفر الله لي ولكم (عن عائشة رضي الله عنها)(٤) قالت عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أقول يا رسول الله؟ قال قل الحمد لله، قال القوم ما نقول له يا رسول الله؟ قال قولوا له يرحمك الله، قال ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال قل لهم يهديكم الله ويصلح بالكم (عن أبى بردة عن أبيه)(٥) قال كانت اليهود يتعاطسون (٦) عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، فكان يقول لهم يهديكم الله ويصلح بالكم (٧)(عن سلمة بن الأكوع)(٨) قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك، الله ثم عطس أخرى (٩) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل مزكوم
وهو خطأ (يعنى الطريق الأخرى لأبى داود) وفي التقريب خالد بن عرفجه صوابه ابن عرفطه يروى عن سالم بن عبيد مقبول من الثالثة (١) الظاهر أنه قال ذلك ظناً منه أنه يجوز أن يقال بدل الحمد لله، ذكره ابن الملك (٢) القائل عليك وعلى أمك هو سالم بن عبيد (ثم سار) أي الرجل مع سالم ولم يقل شيئاً لكن ظهر على وجهه أثر الغضب أو الحزن أو الخجل (فقال) يعنى سالماً للرجل (لملك وجدت في نفسك أي حدث في نفسك حزن أو غضب أو خجل مما قلت؟ فقال الرجل (ما أردت أن تذكر أمى) (قال) يعنى سالما (لم استطع إلا أن أقولها) اقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث (٣) يحيى هو ابن سعيد شيخ الإمام أحمد يشك هل قال الراوى يرحمكم الله بميم الجمع أو الافراد (تخريجه) (د مذ نس) وقال الترمذى هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد ادخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلا اهـ (قلت) تقدم الخلاف فيه، اما الرجل فهو خالد بن عرفطة كما صوّبه صاحب الخلاصة والحافظ في التقريب وقال انه مقبول، وعلى هذا فالحديث حسن والله أعلم (٤) (سنده) حدّثنا خلف بن الوليد قال ثنا أبو معشر عن عبد الله بن يحيى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم عل) وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) يؤيده احاديث الباب: وفيه تفصيل ما يقوله العاطس وما يقال له وما يقول لمشمته وتقدم الكلام على ذلك (٥) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان عن حكيم بن ديلم عن أبى بردة عن أبيه (يعنى أبا موسى الاشعرى) قال كانت اليهود الخ (قلت) قال الحافظ في التقريب أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى قيل اسمه عامر وقيل الحارث ثقة من الثالثة (غريبه) (٦) أي يطلبون العطسة من أنفسهم يتمنون أن يقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم يرحمكم (٧) لم يقل لهم صلى الله عليه وسلم يرحمكم الله لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين بل كان يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق للايمان (تخريجه) (د نس مذ ك) وصححه الحاكم والترمذى، وحكى المنذرى تصحيح الترمذى واقره (٨) (سنده) حدّثنا بهز عن عكرمة بن عمار قال ثنا إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثنى أبى قال كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٩) هكذا