(عن عبد الله بن سلام)(١) قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم (يعنى المدينة) انجفل الناس عليه (٢) فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب (٣) فكان أول شيء سمعته يقول أفشوا السلام (٤) وأطعموا الطعام (٥) وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام (٦) تدخلوا الجنة بسلام (٧)(عن الزبير بن العوام)(٨) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دب اليكم (٩) داء الأمم قبلكم (١٠) الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين (١١) لا حالقة الشعر والذى نفس محمد بيده (١٢) لا تؤمنوا حتى تحابوا (١٣) أفلا أنبئكم بشئ إذ فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم (١٤)(وعنه من طريق ثان وفيه)(١٥) لا تدخلوا (١٦) الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا (١٧)
أنه قال يكره اذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة وفي التحصيص ايحاش لغير من خص بالسلام (تخريجه) (حب عل) والبيهقى في شعب الإيمان والبخارى في الأدب المفرد وصححه ابن حبان، وأورده الهيثمى وقال رواه (حم عل) ورجاله ثقات (١) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن عوف ثنا زُرارة قال قال عبد الله بن سلام حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن زرارة عن عبد الله بن سلام الخ (قلت) سلام بفتح السين واللام المخففة هو أبو يوسف الاسرائيلى حليف بنى الخزرج، قيل كان اسمه الحسين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله مشهور، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين (٢) أي ذهبوا مسرعين اليه يقال جفل وأجفل وانجفل (٣) بالاضافة وينّون أي بوجه ذي كذب فان الظاهر عنوان الباطن (٤) أي أظهروه واكثروه على من تعرفونه وعلى من لا تعرفونه (٥) أي للأيتام والفقراء والمساكين وابن السبيل (٦) أي صلوا بالليل لأنه وقت الغفلة ولبعده عن الرياء والسمعة ولأرباب الحضور مزيد المثوبة (٧) أي من الله أو من ملائكته من مكروه أو تعب ومشقة (تخريجه) (مذ جه مى) وقال الترمذى هذا حديث صحيح (٨) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبى كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام. وأبو معاوية شيبان عن يحيى ابن أبى كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام الخ (غريبه) (٩) أي سار إليكم (١٠) أي عادة الأمم الماضية (١١) بكسر الدال المهملة (لا حالقة الشعر) أي الخصلة التي شأنها ان تحلق، أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر (١٢) أي بقدرته وتصريفه (١٣) معناه لا يصير ايمانكم كاملا الا اذا أحب بعضكم بعضا (١٤) أي لأن افشاء السلام أي اظهاره يزيل الضغائن ويورث المحبة والألفة كما سبق والله أعلم (١٥) (سنده) حدّثنا عبد الرحمن حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبى كثير ان يعيش بن الوليد حدثه ان مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دب اليكم داء الأمم قبلكم الحديث (١٦) كذا وقع في هذه الرواية عند الامام احمد بحذف النون وكذا عند أبى داود والترمذى من حديث أبى هريرة، قال القارى ولعل الوجه أن النهى قد يراد به النفى كعكسه المشهور عند أهل العلم اهـ ووقع في صحيح مسلم ومسند الإمام احمد وتقدم أول الباب لا تدخلون باثبات النون وهو الظاهر (١٧) بحذف النون في هذه الرواية وفي حديث أبى هريرة أيضاً عند مسلم والإمام أحمد، قال النووى هكذا هو في جميع الأصول والروايات (ولا تؤمنوا بحذف النون من آخره وهى لغة معروفة صحيحة اهـ قال القارى لعل حذف النون للمجانسة والازدواج